خطأ طبّي يودي بثلاثينية في بعلبك
تتوالى الأخطاء الطبّية التي تودي بحياة الناس من دون أدنى درجات العناية والاهتمام، ويتقاذف المسؤولون وأصحاب المستشفيات والأطباء كرة المسؤولية، هرباً من العقاب، ويتحمّل الأهل والأولاد عبء فقدان أحبّةٍ لهم خسروا حياتهم في بلدٍ صارت فيه صحة الناس في أدنى سلم الأولويات.
أثارت وفاة الشابة الفلسطينية هبة أبو رويس ابنة الخمسة وثلاثين عاماً من مخيم الجليل في بعلبك ضجةً لدى ذويها وأبناء المدينة، ووضع القضاء يده على الملفّ بعدما تقدّم أهلها بشكوى أمام النيابة العامة في بعلبك قبل أيام من وفاتها، وبعدما تدهورت حالتها الصحية وخرجت الأمور عن زمام سيطرة الأدوية والعلاجات التي تلقّتها طوال الفترة الماضية.
ففي تفاصيل الحادثة التي يرويها خالد، شقيق هبة لـ»نداء الوطن» أن شقيقته التي تزوّجت منذ قرابة السنة، «تعرّضت لعارض صحّي استدعى توجّهها إلى طبيب نسائي (ج.أ) للمعالجة في 7 كانون الثاني، فكشف على حالتها، وأقرّ بوجوب إجراء جراحة نسائية لها في مستشفى «الططري» في بعلبك كون منظمة «الأونروا» التي تغطي التكاليف الصحية للفلسطينيين، متعاقدة معه. فخضعت للجراحة في العاشر من الشهر نفسه وتكللت بالنجاح وفق أقوال الطبيب، إلا أنّ حالتها الصحية بدأت تتراجع بعد شهر تقريباً، وترافق ذلك مع إسهال ونحولٍ في الجسم».
وأضاف: «لدى مراجعة الطبيب الذي أجرى العملية أكد أنّ الأمور عادية، وذلك نتيجة زيادة في جرعة البنج أو أمور أخرى ولا تستدعي القلق. وإثر تدهور حالتها بشكل متسارع وانخفاض وزنها، توجّه الأهل إلى طبيب آخر في بلدة بر الياس، فطلب صورة أشعة لمنطقة البطن، فأظهرت الصورة في «مركز التآخي الطبي» في بعلبك، وجود جسم غريب داخله، فتقرّر إزالته سريعاً في مستشفى «الناصري» (الهلال) في بر الياس. ولدى استئصاله تبيّن أنه عبارة عن منشفة تستعمل خلال العملية، ما أثّر على جسم هبة وتسبّب بالتهابات قوية في المعدة، وتهتك في المصران الغليظ وثقوب، ونزول البراز داخل المعدة، فطلب الطبيب المعالج نقلها إلى مستشفى تتوافر فيه معدّات أكثر تطوراً، فنقلت إلى مستشفى «دار الأمل» الجامعي في بعلبك، حيث أجرى لها الطبيب المختص عملية أخرى لوضع حدّ للإلتهابات، إلا أنّ حالتها تدهورت».
وذكر أنّه «خلال تلك الفترة راجعنا مستشفى «الططري»، فكان جوابه كان يمكن المعالجة لو تمّت مراجعته منذ اليوم الأول»، وسأل «كيف يمكن لنا أن نثق بالمستشفى مرة أخرى، وقد نسي في جسمها هذا الجسم الغريب، وبدأ يتهرّب تدريجياً من المسؤولية نافياً بأن تكون تلك القماشة من مخلّفات العملية الأولى». وأكد «أنّ الملف موثق بتقارير تثبت ما كان في جسمها من العملية الأولى، وتقدّمنا به إلى القضاء»، وبعدما لاحظ الأهل تراجع حالة ابنتهم إلى هذا الحد، تقدّموا بدعوى أمام النيابة العامة في بعلبك قبل وفاتها بأيام. وبعد وفاتها أمس، أعطى المدعي العام إشارته لجمع التقارير والصور وفتح تحقيق لكشف ملابسات الخطأ الطبي الذي حصل، وتحميل المرتكبين المسؤولية.
وفي وقت لم يصدر أي بيان توضيحي من المستشفى المذكور، واكتفى بتسجيل صوتي لإحدى الموظفات تم تناقله على وسائل التواصل الاجتماعي، طالبت عائلة أبو رويس وعموم أهالي مخيم الجليل في بعلبك، وزارة الصحة والأجهزة الأمنية بوضع يدها على الملف وتبيان الحقيقة وتحميل المسؤولية للمذنبين.
المصدر: نداء الوطن – عيسى يحيى