محلياتمن الصحافة

القانون الدولي وحده يحمي النفط اللبناني

كتب عمر الراسي في “أخبار اليوم”: 

على وقع الحرب الروسية الاوكرانية طرحت اهمية الغاز وما سببه من ازمة على مستوى العالم، الامر الذي جعل من ملف النفط اللبناني يأخذ اهمية مستقبلية، ولكن هل سينجح لبنان من استغلال هذه الفرصة، ووفق اي شروط؟ خصوصا في ضوء ما سرب من رسالة الوسيط الاميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية، آموس هوكشتاين، التي تتحدث عن خريطة سطحية لخطوط الترسيم استندت الى خط 23 مع تعرجات تحت الماء تحدد مواقع معينة، لامكانية وجود كميات الغاز والنفط فيها.

يشرح الخبير في شؤون النفط والغاز الدكتور شربل سكاف، عبر وكالة “أخبار اليوم” ان القانون الدولي يتحدث عن خط وسط مع الاخذ بالاعتبار الجزر والنتوءات، محذرا من ان الخطوط المتعرجة بشكل عشوائي، ليس لديها سند قانوني صلب، وهي تخضع الى ارادة الطرفين المتحاورين.

واذ اشار الى انه حين يحصل اتفاق دولتين على حدودهما يصبح هو الاساس بدلا من القانون الدولي، يذكر سكاف ان الحدود تصبح رسمية حين تسلّم الخرائط الى الامم المتحدة.

وسئل: هل اسرائيل على يقين ان هناك كميات وافرة من الغاز في تلك المنطقة فتقصدت رسم التعرجات التي نقلها هوكشتاين؟ يجيب سكاف: اسرائيل درست بحرها بشكل جيد، وبدأت العمل في 10 آبار فيها كميات تجارية، وبالتالي انها تعرف جديا تركيبة الطبقات في بحرها.

وانطلاقا مما تقدم، يلفت سكاف الى ان اسرائيل في موضوعي الحفر والدراسات تسبق لبنان، تعرف جيدا ما هو الموجود على جانبي الخط 23، وهذه نقطة تسجل لاسرائيل وليس للبنان الذي ما عليه الا ان يتسلح بالقانون الدولي الذي يحمي ويشكل ملعبا قويا له، معتبرا ان الدخول في بازارات مع الاسرائيلي قد لا تكون لصالحنا.
الى ذلك، يلفت سكاف الى ان الحفر الذي تقوم به اسرائيل، اقوى بكثير من النظريات عن الدراسة الزلزالية التي قام بها لبنان، والتي قد لا تنطبق على الارض، لذا قد تكون اسرائيل متفوقة اكثر من لبنان على هذا المستوى.

ولماذا التأخير في لبنان؟ يتحدث سكاف عن عدة اسباب، من ابرزها انه حين اطلق لبنان دورة التراخيص الثانية للتنقيب عن النفط كانت الاسعار العالمية منخفضة، على عكس ما هو اليوم، ثم اتت ازمة كورونا التي عرقلت استثمار الشركات.
وهل يجب ان يحصر لبنان التنقيب في مناطق محددة، يوضح سكاف ان الاحتمال الاكبر لوجود النفط هو في المناطق الجنوبية، اكثر من الشمالية، ودون ان يعني هذا الامر ان الاخيرة “فارغة”، لافتا الى ان معظم الاكتشافات النفطية حصلت في المنطقة الجنوبية من البحر المتوسط كما في قبرص او في اسرائيل، وبالتالي شركات النفط العالمية لديها قابلية للاستثمار في المناطق الجنوبية اكثر من المنطقة الشمالية.

ويخلص سكاف: بعد حرب روسيا على اوكرانيا، هناك فرصة للبنان عليه اقتناصها، لانه من الآن فصاعدا كل مورد غاز قريب من اوروبا يمكن ان يغنيها عن الغاز الروسي مرحب به.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى