وقف تمويل الأونروا: مخطط لتدمير لبنان…هل تعود بوسطة عين الرمانة؟
يعتبر لبنان من بين الدول الأكثر استيعاباً للاجئين الفلسطينيين على مستوى العالم، ولهذا البلد الواقع وسط لهيب الشرق الأوسط تجارب سابقة مع الفلسطينيين الذين شكلوا أحد أهم أسباب اندلاع النزاع الأهلي الذي استمر من العام 1975 وحتى العام 1990.
بحسب رئيس تحرير الجريدة الأوروبية العربية الدولية الدكتور خالد زين الدين فإنَّ قرار وقف تمويل الأونروا يهدف بشكل عام لتصفية القضية الفلسطينية، لكنَّه يحمل تداعيات خطيرة على الداخل اللبناني.
ويؤكد زين الدين أن تداعيات وقف تمويل الأونروا ستُلقي بثقلها على مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يعيشون في لبنان، والذين سيفقدون أعمالهم وتغطيتهم الصحية والتربوية والتعليمية بالإضافة إلى المساعدات الغذائية أي كل مقومات الحياة، وبالتالي سيتجه الفلسطينيون نحو بدائل أُخرى.
هذه البدائل لن تكون عادية جراء ما يمر به لبنان من أزمة اقتصادية، بمعنى أنَّ الفلسطيني لن يترك أولاده يواجهون الموت جوعاً وسيقوم بتأمين قوتهم بشتى السبل قانونية كانت أم غير قانونية.
ويرسم زين الدين سيناريو خطير لما يُمكن أن يحصل، يبدأ السيناريو بخروج الفلسطينيين في مظاهرات للمطالبة بتحسين أوضاعهم، ومن ثم الانتقال نحو الفوضى وبالتالي مواجهات داخلية مع اللبنانيين بغية تأمين قوتهم.
ويحذِّر زين الدين من هذا الخطر القادم، فيرى أنه ونتيجة لطبيعة التركيبة الطائفية اللبنانية فإنَّ سيناريو العام 1975 سيعود مجدداً، فبعض الأطراف اللبنانية لن تترك الفلسطيني يواجه منفرداً فيما ستتصدى لهذه الأعمال أطراف أُخرى وبالتالي انفلات الأوضاع نحو الصدام الأهلي الذي سيُعيد إلى الأذهان المشاهد الأليمة التي اندلعت بعد حادثة بوسطة عين الرمانة الشهيرة.
في المُحصِّلة فإن الخطر اليوم بات محدقاً بلبنان على جميع الصعد، لكن الظروف ستختلف والصدام لن يكون محصوراً بالجهتين فقط، فمن يضمن بقاء 3 ملايين نازح سوري على الحياد؟ ومن يُمكنه التكهن ببقاء الكيان اللبناني على حاله؟!
LebanonOn