قناعة دولية: “كليشيهات” الحزب رئاسيا تمنع الانتخاب
كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
لا جديد على الضفة الرئاسية، والمراوحةُ السلبية مرشّحة للاستمرار طالما ان لا توافق سياسيا على مرشح ثالث، لا يكون لا الوزير السابق جهاد ازعور، ولا رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وذلك انطلاقا من التوازنات النيابية القائمة التي، وبكل موضوعية و”علمية” وبساطة، لا تتيح لأي فريق من الفريقين المتصارعين في الداخل، انتخابَ رئيس محسوب عليه.
في خندق الفريق المعارِض، ثمة استعداد واضح وصريح للذهاب نحو الخيار التوافقي. فبعيدا من الشعارات والكلام الجميل، أبلغ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل، الموفدَ الفرنسي جان ايف لودريان الذي جال على القوى السياسية منذ ايام، ان لا مانع لديهما، في هذا التوجّه. وهذا ايضا ما نقله كلُ نواب المعارضة الى الدبلوماسي الفرنسي.
جعجع قال “لودريان يطرح الذهاب الى خيار ثالث بعد عدم نجاح سليمان فرنجية وجهاد ازعور بنيل الاصوات المطلوبة”، لافتا الى ان طرحه شبيه بطرح القطريين”، ونافيا “اقتراح لودريان اي اسم جديد”، واضاف “لا مانع بالمطلق لدى “القوات” اذا كان هناك خيار ثالث، ولكن حتى اللحظة الفريق الثاني ليس في وارد التخلي عن مرشحه، بل هو مصر أكثر من قبل على ايصاله. وفي هذه الحال، نحن متمسكون بأزعور”.
اما الجميل فأعلن ايضا بعد استقباله لودريان: هدفنا مصلحة لبنان وقول الحقيقة للناس والمشكلة ليست عند المعارضة بل عند حزب الله المُتمسّك بمرشحه والرافض لأي كلام حول إسم آخر وبات مصدر التعطيل واضحاً. ودعا الجميل، حزب الله وحلفاءه، إلى “التعالي عن منطق الفرض ولا خيار سوى بمرشحين جامعين يحظيان بثقة ودعم كلّ الأطراف”.
في المقابل، تشير مصادر سياسية مطلعة عبر “المركزية”، الى ان “حزب الله لا يزال يتحدث بالعموميات او “الكليشيهات” عن الرئاسة، ويتمسك بترشيح فرنجية من جهة وبالدعوة الى الحوار والتوافق من جهة ثانية، وقد تحدث بهذه اللغة امام لودريان. في السياق، سأل رئيس الهيئة الشرعية في “حزب الله” الشيخ محمد يزبك امس “ماذا يحمل الموفد الفرنسي لودريان إلى السياسيين؟ وهل يبقى انتخاب رئيس للجمهورية مرهونا للوفود؟ كفى نصائح، عليكم أن تلتقوا وتتفاهموا فلماذا لا يتحرك المعنيون وأصحاب الرأي الى الإجتماع والتحاور والتفاهم والتوافق على انتخاب الشخصية القادرة والقوية في المجلس النيابي”؟
في ظل هذه المعطيات، يتأكد وفق المصادر، ان تشدد الحزب وتمسكه بالحوار وبفرنجية في آن معا، بات العقبة الاساسية امام اجراء الانتخابات، وقد بات “الخماسي الدولي” واعيا لهذه الحقيقة ومقتنعا بها. والى ان يأتي ما يغيّر هذا التشدد، فإن الشغور سيستمر، لان احدا في الفريق المعارض غير مستعد للرضوخ للحزب والتصويت لمرشّحه. والاخطر، ان الحزب ذاهب نحو مزيد من التصلّب، سيما وانه يعتبر ان اي انتصار لحماس في غزة، يجب ان يعزز حظوظ مرشّحه في الوصول الى بعبدا…