كتبت لورا يمين في “المركزية”:
في موقف لافت، أكد رئيس حركة “حماس” في الخارج خالد مشعل انّ “حزب الله قام مشكورا بخطوات، لكنّ تقديري أن المعركة تتطلب أكثر، وما يجري لا بأس به لكنه غير كافٍ”. ورأى “انّ المطلوب اليوم أكثر من طوفان، هكذا يصنع التاريخ، ليس بالخطوات المحدودة الخجولة المترددة، بل يُصنع بالمغامرات المدروسة”.
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” بدأت حركة حماس تشعر بأنها تُركت وحيدة في الحرب التي بدأتها في 7 تشرين الاول الجاري على اسرائيل. فهي، وفق ما تدل تصريحات مشعل، كانت تتوقّع على ما يبدو ان يهب كل اهل محور الممانعة، من ايران الى لبنان وسوريا والعراق.. الى مساندتها بعد اطلاقها عملية “طوفان الاقصى”. غير ان ذلك لم يحصل، بل على العكس!
فغداة اندلاع المواجهات، خرج المرشد الاعلى للثورة الايرانية علي خامنئي ليتنصل من اي علاقة لايران في ما فعلته حماس، حيث قال ان “مَن يربطون بين إيران وهجوم “حماس” على إسرائيل مخطئون”. كما ان الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية قال إن اتهام طهران بالضلوع في العملية “تستند إلى دوافع سياسية”، مضيفاً أن طهران “لا تتدخل في قرارات الدول الأخرى، بما فيها فلسطين”.
ومع ان حزب الله قام في 8 تشرين، بمهاجمة اهداف اسرائيلية على الحدود الجنوبية، قبل ان يبدأ بعمليات “كر وفر” مع الجيش الاسرائيلي في المنطقة الحدودية تبرد حينا وتشتعل احيانا، لكنها تبقى ضمن قواعد الاشتباك.. فإن هذا السلوك المضبوط الذي لم ينفع حماس او اهالي غزة بشيء حتى الساعة، يبدو بدأ يثير امتعاضا وازعاجا في صفوف الحركة، لا يزال مكتوما بعض الشيء، الا ان تصريحات مشعل “فضحته”.
انطلاقا من هنا، تبدّلت اللغة الايرانية في الساعات الماضية، فانتقلت الى التهديد بالتدخل في شكل افعل في الحرب. فقال خامنئي: إذا تواصلت الجرائم في غزة فإن صبر المقاومة والمسلمين سينفد ولا يمكن لأي طرف أن يقف أمامهم. اما وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان، فقال: لن يسمح قادة المقاومة للكيان الصهيوني بالقيام بأي إجراء في المنطقة، متحدثا عن “عمل وقائي متوقع في الساعات المقبلة”.
فهل سيترجم هذا التبدّل على الارض على شكل عملية عسكرية ما، سيما بعد “مجزرة مستشفى المعمداني”، قد يقوم بها حزب الله مثلا؟ وهل ستبقى مضبوطة ومحدودة، ام هل ستكون نوعية وتجر لبنان الى الحرب؟ واذ تشير الى ان تدخلا كهذا بات ضروريا لحفظ ما وجه الحزب وصورته كـ”مقاومة”، تعتبر ان عدم حصوله سيدل على ان الضغوط الدولية على الحزب للجم نفسه “وإلا” كانت اقوى، ففضّل ان يحمي رأسه على ان يضحّي بنفسه في سبيل حماس وغزة والقدس…