استثمار ملف النزوح لتوريط قائد الجيش واسقاط انتخابه
كتب يوسف فارس في “المركزية”:
تدرك قطر جيدا الواقع اللبناني ومندرجاته السياسية فهي سابقا كما حاليا تواكب عن قرب ما يجري على الارض ولها موفدوها المعلنون والخفيون المتنقلون بين القوى والفاعليات، وهي لم توقف جهودها بالتوازي مع الحراك الفرنسي في المرحلة الماضية حيث تم الكشف والحديث عن عشرات الموفدين الذين اتوا الى لبنان والتقوا بمسؤولين بعيدا عن الاضواء. لذا ستكون مهمة القطريين لاحقا ودخولهم على خط الوساطة الرسمية بتكليف من المجموعة الخماسية وضع السيناريوهات الممكنة لحسم اللعبة من قبل دول الخماسية وعلى رأسها الولايات المتحدة.
واذا كانت المعلومات اشارت الى توجه الخماسية الى تبني ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون للرئاسة، الا ان الامر يبقى رهينة التوافق الاميركي – الايراني . من هنا اتى دور قطر وهي التي تحفظ علاقات جيدة مع ايران وبالتالي يمكنها التواصل معها بشكل فعّال في الملف الرئاسي اللبناني على خلاف الفرنسيين الذين لم ينجحوا في هذه المهمة بل على العكس اتهم الرئيس ماكرون طهران بتعطيل الانتخابات الرئاسية ما عقد مهمة باريس في ملء الشغور واحداث خرق في الملف الرئاسي.
النائب بلال الحشيمي يقول لـ “المركزية” ان قطر اصطدمت كما فرنسا بتعنت الثنائي الشيعي وتحديدا حزب الله ورفضه التخلي عن مرشحه الرئاسي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. لذا الامال ضئيلة جدا بنجاح الطروحات الداعية الى الذهاب للخيار الثالث رئاسيا والمرجحة كفة انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون رئيسا للجمهورية. وما النفخ في بوق النازحين والتسويق السياسي والاعلامي لمخاطره على النحو الجاري، الا من اجل دفعه الى الصدام مع القوى الامنية وتحديدا الجيش اللبناني لتوريط قائده في هذا المشكل وقطع الطريق على وصوله الى قصر بعبدا وذلك ضمن خطة جهنمية بدأ بالترويج لها الجهاز الاعلامي لحزب الله الذي يعمل في الوقت عينه على تسهيل عبور هذا الكم من النازحين ذوي الفئة العمرية الشابة والمدربة على حمل السلاح بدليل ايواء العديد منهم في الجنوب حيث لا شيء يجري على ارضه الا بعلم الحزب واجهزته.
وردا على سؤال اتهم الحشيمي العديد من القيادات والمسؤولين بالاستثمار بمشكلة النزوح من اجل قبض المال من المنظمات الاممية الراعية للقضية بعد صرف الاموال التي قبضوها ومنها اموال السحب الخاص من صندوق النقد الدولي والبالغة مليار و 250 مليون دولار.
اضاف: نحن لا ننفي التداعيات الامنية والاقتصادية لملف النزوح السوري الى لبنان ولكن المطلوب معالجته بعقلانية وهدوء للحؤول دون استغلاله من طابور خامس واي كان.
وختم متوقعا تغيرات في مسار الامور ليس في لبنان وحسب انما في المنطقة نتيجة احداث غزة اذ بات حل الدولتين اليوم اقرب من اي يوم مضى سيما وان الموضوع كان اولوية لدى المملكة العربية السعودية في الاونة الاخيرة وعلى جدول اعمال ولي العهد الامير محمد بن سلمان في محادثاته مع اميركا وادارة الرئيس بايدن تحديدا.