الخيار الثالث مدخل الحل والتقدمي اول المبادرين
كتب يوسف فارس في “المركزية”:
يدخل لبنان في مرحلة غير مسبوقة من الاشتباك السياسي الذي يتصاعد تدريجا في ظل تمدد الشغور الرئاسي الى ما لا نهاية، وهذا ما حذر منه الموفد الرئاسي الفرنسي الوزير جان ايف لودريان بدعوته الى اخراج الثنائي الشيعي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد ازعور من السباق الرئاسي لمصلحة التوافق على رئيس للجمهورية لا يشكل تحديا لفريق على اخر ويتحلى بالمواصفات الرئاسية التي حددتها اللجنة الخماسية في بيانها اثر اختتام اجتماعها في الدوحة. فالموفد الرئاسي الفرنسي توصل الى اقتناع بن لا حل لاخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزم الا باعتماد الخيار الثالث. هذا ما خلص اليه في لقاءاته الاخيرة مع رؤساء الكتل النيابية والا فان الوضع في لبنان سيكون مفتوحا على مزيد من التصعيد السياسي الذي يأخذه الى الانهيار الشامل بعد نفاد صبر الدول الاعضاء في اللجنة الخماسية المؤلفة من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، واضطرت بلسان لودريان الى توجيه انذار الفرصة الاخيرة للمعنيين بانتخاب الرئيس لعلهم يبادرون قبل فوات الاوان الى وقف تعطيل انتخابه لقطع الطريق على اقحام بلدهم في دائرة الخطر الشديد بامتناع المجتمع الدولي عن مساعدته بعدما بلغ درجة اليأس من تلكؤهم في التقاطع على اسم المرشح الذي يعيد الاهتمام به.
عضو كتلة اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله يقول لـ”المركزية “: كنا من الداعين الاوائل للتوافق والحوار وانتخاب رئيس يحظى بالقبول من كافة المكونات السياسية والحزبية، وهو ما تمت تسميته لاحقا بالخيار الثالث. للاسف لم تلق الزيارات والدعوات التي اطلقها الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي؛ وليد جنبلاط في هذا الصدد التجاوب المطلوب، وللتذكير فقط فهو كان اول المبادرين لزيارة حزب الله ورئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي عاد واطلق بدوره العديد من الدعوات للحوار واخرها حوار الايام السبعة تعقبها جلسة انتخاب بدورات مفتوحة ريثما يتصاعد الدخان الابيض. هذه المبادرات بدورها شكلت فرصة سانحة لملء الشغور الرئاسي الذي بلغ الشهر الحادي عشر ولكن تم اجهاضها. راهنا هناك المبادرة الفرنسية والموفد الرئاسي جان ايف لودريان يحاول المستحيل. بدوره يسعى الموفد القطري فهد بن جاسم الى احداث خرق في الجدار الرئاسي المقفل. حتى الان لا شيء يمكن البناء عليه لايصال الرئيس الجديد الى بعبدا وقد يطول فراغ القصر الجمهوري ان لم يتنازل الفرقاء لاجراء الاستحقاق الرئاسي والذهاب عاجلا الى تشكيل حكومة انقاذ قادرة على اتخاذ القرارات المطلوبة لوقف التدهور وبدء عملية النهوض بالدولة والوطن”.
ويتابع ردا على سؤال معتبرا ان سلة الحلول تعني تقاسما للنفوذ والمصالح وتبقينا في الدوامة والنهج المتبعين المرفوضين. لنعد الى الدستور وتنفيذه بحذافيره. انتخاب رئيس الجمهورية اولا ومن ثم تسمية رئيس مكلف يعمل على تشكيل حكومة انقاذ من ذوي الاختصاص والكفاءة.
ويختم املا في تجاوب حزب الله مع الخيار الرئاسي الثالث معتبرا ان تمسكه بمرشحه يطيل عمر الازمة القابلة للانفجار في كل لحظة.