خلف عن حوار بري: دعوة مفخخة خارج الدستور
كتب يوسف فارس في “المركزية”:
يستدل من النشاط السياسي والدبلوماسي الذي يشهده لبنان بدءا من زيارة وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان التي تزامنت مع وصول المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين الى بيروت، وصولا الى عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان اضافة الى لقاءات الموفد القطري وسفراء كل من اميركا والسعودية وفرنسا للمسؤولين والمرجعيات، وجود حراك دولي كبير في الملف الرئاسي الشاغر، ما دفع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى طرح مبادرته الحوارية والانتخابية ليقول للمعنيين في الداخل والخارج اللهم اني قد بلغت ودعوت الى جلسات انتخاب مفتوحة كما يطالب الجميع في مرحلة تؤشر الى امكان نقل المبادرة الفرنسية من يد الى اخرى في دول الخماسية.
واللافت ان بري بطرحه المتجدد هذا، يبدو كمن يحاول الذهاب الى وضعية لا يكون معها فريق الممانع قدم تنازلا كاملا انما هو استدار خطوة الى الوراء في محاولة لفتح افق ما او اقله لجس نبض المعارضة الرافضة لاي امر قبل ملء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية تبدأ معه اعادة بناء الدولة ومؤسساتها المتداعية.
النائب التغييري ملحم خلف يرفض عبر “المركزية”العودة الى سياسة القناصل التي كانت متبعة سابقا لافتا الى انعدام المسؤولية النيابية نتيجة اختزال اعضاء المجلس ال 128 برؤساء الكتل المختزلين بدورهم من قبل الدول الخارجية التي للاسف ينتظرون منها كلمة السر لانتخاب الرئيس العتيد للبلاد متجاوزين بذلك الدستور والمبادئ الديموقراطية وهذا لن نسمح به اطلاقا.
ويضيف: هنا تحضرني دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى حوار الايام السبعة تعقبها جلسات انتخاب مفتوحة. هذه الدعوة مفخخة وخارج الدستور القائل بتحول المجلس النيابي الى هيئة ناخبة. لنطبق النص بدل الخروج عنه. لبنان دفع مئات الاف الشهداء عدا الجرحى والمآسي من اجل الوصول الى هذا الدستور. نأتي اليوم لنستبدله بحوار لدينا الخشية على مفهومه باعتبار انه يجب التمييز بين الحوار المستبدل بالتفاوض المرتكز الى فائض القوة والمتمسك بما لديه من رؤى ومشاريع لا تتلاءم الا مع مصالحه.
ويضيف: لنفترض ان المجلس النيابي انعقد في جلسة انتخابية، فمن يضمن عدم اقدام كتلة وازنة من الكتل الكبيرة المتصارعة على تعطيل النصاب في حال رأت ان النتيجة لن تكون في مصلحتها، ومن يلزمها البقاء في القاعة. وهل للنواب الموجودين صفاء النيات لنقول على طريقة انتخاب البابا وصعود الدخان الابيض. كلها امور ملتبسة تخفي ما تخفيه من تطلعات.
ويختم: هناك دستور نصه واضح كل الوضوح يقول بعقد جلسة انتخابية بدورات مفتوحة حتى انتخاب الرئيس. لماذا لا نعود الى الدستور ونطبقه ؟