هذا ما أسمعه بري لهوكشتاين عن جلسات انتخاب الرئيس!
جويل بو يونس – الديار
مستبقا ما قد يسمعه من هموم لبنانية ومشاكل سياسية، في بلد يغرق في مشاكله، ولم يعتد الا الاستعانة بالخارج لحل ازماته، اغتنم كبير مستشاري الإدارة الاميركية لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين محطته في بيروت وجدول لقاءاته، بجلسة صباحية عالروشة تمتّع فيها “بشمس آب” وببحر بيروت الهادئ هذه الايام، قبل ان يشكل الترسيم والغاز والكهرباء والرئاسة طبقا اساسيا في محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين، حطت “منقوشة الفلمنكي” طبقا رئيسا في صبحية اموس والسفيرة الاميركية دوروثي شيا على فنجان قهوة بنكهة لبنانية بامتياز.
ومن الصبحية الاميركية – الاميركية على ارض الروشة، انتقل اموس الى عين التينة التي استهل منها زيارته لبيروت، قبل ان ينتقل الى السراي ووزارة الطاقة فاليرزة، على ان ينتقل اليوم الخميس الى الجنوب حيث يطلع على عمل منصة الحفر في البلوك رقم 9، بصفته “عرابا لاتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و”اسرائيل” عبر وساطته الاميركية.
في مختلف اجتماعاته تناول اموس ملف تطورات الترسيم البحري، حيث جدد كل من التقاه شكره على الجهود التي بذلها، والتي أثمرت البدء بعملية التنقيب في البلوك رقم 9، في المقابل حرص المعنيون على التأكيد على مسمع هوكشتاين على استكمال إنجاز التشريعات المطلوبة في المجال النفطي، وفي مقدمها الصندوق السيادي كما التشريعات المطلوبة لإنجاز الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
معلومات “الديار” من مصادر موثوق بها ومتابعة لزيارة المستشار الاميركي، كشفت ان الهدف الاساس من زيارة هوكشتاين هذه المرة الى بيروت، الى جانب متابعة الترسيم البحري، هو محاولة لجس نبض الفرقاء المعنيين حول اذا كانت هناك نيات فعلية للبحث وحل مسالة النقاط العالقة بملف الترسيم البري.
وتشير المصادر الى ان هوكشتاين ما كان ليزور بيروت، لو لم يجس نبض “اسرائيل” قبل وصوله الى لبنان، وتكشف المصادر انه اراد معرفة اذا كان هناك ارادة فعلية لدى لبنان لبت هذا الموضوع سريعا، وبعدها يبدي استعداده للتدخل.
وفي هذا السياق، كشفت المعلومات ان هوكشتاين ابدى امام من التقاهم، وفي مقدمهم رئيس مجلس النواب نبيه بري كل استعداد للتدخل وتأدية دور الوسيط في ملف الترسيم البري، كما فعل في ملف الترسيم البحري. علما ان الحدود البرية مرسمة، لكن ما يجب حلّه وتثبيته هو مسألة النقاط العالقة والمختلف حولها على الخط الازرق.
وفيما كشفت اوساط متابعة بان بري اكد على مسمع هوكشتاين ان لبنان يريد انهاء هذا الموضوع سريعا، اشارت الى ان الوسيط الاميركي اثنى على خطوة الترسيم البحري الذي “بدأت نتائجه تظهر” على الارض كما قال.
وفيما سارت اخبار عن ان الوسيط الاميركي لن يبحث مع قائد الجيش بموضوع الحدود البرية، وان قيادة الجيش لم تحضّر اي ملف عن الحدود البرية لتعرضه في لقائه مع قائد الجيش، خصوصا ان ملف الحدود غير مطروح بالاساس في جدول اعمال اللقاء، قالت اوساط موثوق بها مطلعة على الملف لـ “الديار”: “في كل الاحوال هناك لجنة فنية قائمة وتضم العميد شحادة من قبل الجيش، والذي يبحث مع هوكشتاين النقاط العالقة عند الخط الازرق بملف الترسيم البري”.
وفيما كشفت الاوساط ان الموفد الاميركي لن يتناول الملف الرئاسي على طاولة اليرزة، علما ان اسم قائد الجيش جوزيف عون هو الاكثر تداولا في الاوساط الخارجية لتولي رئاسة الجمهورية، لفتت الى ان البحث بين هوكشتاين والعماد عون سيتناول موضوع تقديم بعض المساعدات للجيش، ومن ضمنها احتمال تأمين دعم قطري هو عبارة عن بدل محروقات (بنزين) للجيش.
اما رئاسيا، فتكشف المعلومات ان هوكشتاين تطرق سريعا لموضوع الاستحقاق الرئاسي اللبناني امام من التقاهم، مشددا على وجوب انتخاب رئيس سريعا ينفذ الاصلاحات المطلوبة. وعند سؤاله لبري عن موعد الجلسة المقبلة لانتخاب الرئيس، وما اذا كان هناك من تطورات في هذا الاطار، رد رئيس مجلس النواب مؤكدا امام ضيفه بانه سيدعو عاجلا او آجلا لجلسة جديدة لانتخاب الرئيس، لكن لبنان ينتظر نتيجة الحراك الفرنسي والزيارة المرتقبة للموفد الفرنسي جان ايف لودريان، والمتوقعة منتصف ايلول الى بيروت. وختم بري بحسب المعلومات بما مفاده، ان لبنان لا يزال يعول على حراك لودريان و”عاطي فرصة” لزيارته قبل ان يضرب بري موعدا جديدا لجلسة لانتخاب الرئيس.