محليات

“لا دوحة جديد ينقذ لبنان”.. أيها اللبنانيون: لستم أولوية؟

شبّه كثيرون الأزمة التي يمر بها لبنان اليوم بالأزمة السياسية التي حصلت في العام 2008 بين الموالاة والمعارضة واستمرت لأكثر من سنة وعصفت بالسلم الأهلي. فعليا، أزمة اليوم ليست بعيدة كثيرا عن أزمة العام 2008، فالأزمة الاقتصادية تخنق اللبنانيين، جرائم، انتحار، فلتان أمني، والليرة اللبنانية لا تزال في قعر الانهيار.

وفيما عجز المعنيون في لبنان عن انتخاب رئيس للجمهورية في 12 جلسة، زاد الحديث عن “اتفاق دوحة ثاني”، ربما قد يكون حلا للأزمة في الملف الرئاسي، وربما لأن السادة في لبنان الذين يدّعون “السيادة” لم يستطيعوا لأكثر من 8 أشهر من التوصل إلى رئيس من صنع لبنان، فالذين اعتادوا على الخارج منذ الاستقلال، أن يقرر مصيرهم، يصعب عليهم أن يأتوا اليوم برئيس من تحت قبة البرلمان حتى ولو وصلنا إلى جلسة رقم 1000.

وتأتي اليوم زيارة المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان حيث اعتبرها البعض ايجابية، حيث سيتكملها ويزور كافة الأفرقاء، اعتبرها البعض أن الاهتمام الدولي بلبنان لا يزال مستمرا، فهل حقا لبنان لا يزال أولوية لدى الخارج؟ وهل سيكون هناك “دوحة جديد” للاتيان برئيس للبنانيين؟

في هذا السياق، كشف مصدر مقرب من القطريين أنّ هناك أمرا ما قد يحصل قد يشبه اتفاق الدوحة، إلا أنه استبعد أن يحصل في السعودية، وقال: “قد يحصل شيء مشابه ربما في باريس أو الرياض أو مصر وليس من الضروري أن يحصل في قطر”. وأضاف: “الحديث عن اتفاق دوحة جديد ليس بمعناه الحقيقي انما مجرد تشبيه، مستبعداً كلياً أن تستضيف قطر بالمدى القريب مؤتمراً حول الملف اللبناني”.

وقال إن “زيارة لودريان اليوم هي الأولى من نوعها، إلا أنه سيقوم بزيارة ثانية قريباً حيث سيعد من بعدها تقريراً يقدمه إلى الرئاسة الفرنسية التي بدورها ستوزع نسخاً منه إلى الدول الأربعة المتبقية (الولايات المتحدة الاميركية، السعودية، قطر ومصر) بهدف السعي إلى إقامة مؤتمر حوار لبناني وربما قد يحصل في قصر الصنوبر في بيروت”.

وتابع: “هناك اجتماع مرتقب للدول الخمسة في قطر في أواخر تموز أو أوائل آب حول الملف اللبناني”، مشيراً إلى أن “الملف اللبناني يواجه عرقلات بسبب الظرف الاقليمي والدولي الذي لا يسمح له أن يكون أساسيا، انما على اللبنانيين انتظار الحوار الأميركي والايراني بشأن
الملف النووي وما يمكن أن يوصل إليه الحوار السوري السعودي الذي ينعكس على لبنان وسوريا”.

واعتقد المصدر أننا “مقبلون على مراوحة وكل ما يحصل هو مجرد تقطيع وقت بانتظار ما قد يحصل من تفاهمات كبرى، مؤكداً أن “لا دوحة جديد، فلا احد مهتم للملف اللبناني إلا الفرنسيين والقطريين بانتظار أن تنضج التفاهمات الاقليمية”.

وقال: “لا أحد جاهز أن يبيع الفرنسيين أي تنازل وحتى حزب الله بنفسه إذا أراد أن يبيع فهو مستعد أن يبيع الأميركيين وليس الفرنسيين”.
كما أشار إلى أن “الجانب الفرنسي ليس لديه مونة على أي ملف في لبنان، فرغم كل محاولات الفرنسيين منذ العام 2020 ولم نلمس حتى الآن اي تطور لأن الموضوع أكبر من القدرة الفرنسية، إلا أنه مرتبط بحزب الله وايران من جهة والمصالح الأميركية والسعودية من جهة أخرى”.

وعن امكانية حصول حوار حول لبنان بغياب الحزب، قال المصدر: “مستحيل أن يحدث أي حوار حول لبنان بغياب الحزب، لأنه أصبح قوة أمر واقع شعبياً وشرعياً من خلال البرلمان وهذا ما فرضته الانتخابات البرلمانية الأخيرة بالإضافة إلى حلفائه المحليين والدوليين”.

وعن دعوة السفير السعودي وليد بخاري للسفير الإيراني لحضور العشاء الذي سيقيمه في فندق فينيسيا اليوم في حضور السفراء العرب والدول الإسلامية والاوروبية، أشار المصدر إلى “أن هذه الدعوة ليس لديها أي غايات، فبعد الاتفاق الايراني السعودي حدث هناك عدد من الافطارات التي نظمها السفراء السعوديون ودعوا اليها السفراء الايرانيين وهذا ما يعني أن ذلك في إطار بروتوكولي وليس لديه بعد لبناني”.

كما كشف المصدر أن “الزيارات القطرية مستمرة الى لبنان ليس بهدف حلحلة الملف اللبناني انما بهدف استمرارية ترتيب الـ 59 صوتا لجهاد ازعور كي لا تتفتت”.

ميسا جبولي

Related Articles

Back to top button