عن كواليس حراك بكركي .. لا تدوير للزوايا والمواجهة مستمرة!
بالتوقيت والاهداف، جاءت لافتة حركة رئيس أساقفة بيروت المطران بولس عبد الساتر موفداً من البطريرك الماروني بشارة الراعي باتجاه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي عقد لقاء معه بعيداً من الأضواء، وضعه الصرح في إطار المشاورات والإتصالات التي بدأها مع الأطراف اللبنانية كافة، تسهيلاً لإتمام الاستحقاق الرئاسي وإنهاء الفراغ القاتل في سدة الرئاسة الأولى.
مصادر خاصة لـ”جسور” وضعت حركة بكركي في خانة جمع الصف الوطني ككل وليس المسيحي فحسب” وهو ما يشدد عليه البطريرك الراعي منذ انتخابه حتى اليوم”. وأكدت المصادر أن الحوار الحالي يدخل ضمن “المفهوم الجدي وليس تدوير الزوايا كونها لا تؤدي إلى مكان وسبق أن تم اختبارها”
وتقول المصادر: المطران عبد الساتر “خير من يكلف بهذه المهمات نظراً لرمزية أبرشية بيروت على الصعيد التاريخي وأيضاً نسبةً لموقعة الجامع والوطني والهادئ والرصين”، حيث يأخذ بعين الاعتبار الواقع الشيعي الوازن على الصعيد الوطني ومراعاة مخاوف المسيحيين وهواجسهم.
ضرورة إنقاذ الجمهورية
المدير التنفيذي لملتقى التأثير المدني زياد الصايغ عبر “جسور” قرأ في السياق العام للمبادرة، وكمراقب قال:”البطريركية المارونية منفتحة على الحوار مع الجميع ضمن ثوابت القضية اللبنانية” وهي أربعة: “أولاً تطبيق اتفاق الطائف بكامل مندرجاته، تطبيق قرارات الشرعية الدولية، جامعة الدول العربية والأمم المتحدة بكل مندرجاتها، حياد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية وتنفيذ الاصلاحات القطاعية والبنيوية”.
وأكد أن “البطريركية المارونية لديها رؤية وحركة التواصل لم تنقطع يوماً مع القوى السياسية، واتخاذها شكلاً جديداً من خلال تكليف المطران عبد الساتر يدخل ضمن هذه الثوابت”.
انطلاقاً مما قدمه، أشار الصايغ إلى أن “السؤال المطروح ليس للبطريريكة المارونية بل للفريق الذي يتّخذ موقفاً حاسماً بعدم الحوار في الثوابت ويعتبر أن مسألة رئاسة الجمهورية تتعلق بالشخص، فيما هي تتعلق بالرؤية”.
وعن إمكانية أن يفضي الحوار إلى حلحلة، أجاب ” من المفيد الإبقاء على قنوات التواصل مفتوحة ففي البلد مشروعان متناقضان، مشروع الدولة ومشروع اللادولة” و”المسألة تتعلق بإنقاذ الجمهورية وبهوية ولبنان ولاحقاً ننتخب رئيساً أو رئيسة للجمهورية”.
المواجهة الديمقراطية دون تراجع
وأمام احتمال إصرار حزب الله على موقفه قال: ” نحن أمام لحظة تاريخية والمطلوب المواجهة الديمقراطية والثبات في الصمود لإنقاذ الجمهورية اللبنانية وبناء دولة المواطنة الحرة السيدة العادلة، إضافة إلى انتخاب رئيس سيادي انقاذي إصلاحي أو رئيسة لم لا، على قاعدة رؤية واضحة وانطلاقاً من الثوابت الأربعة” مؤكداً أن “أي تهاون يعني اغتيال لبنان”.
وعن مدى قدرة لبنان على الإنتظار يجيب الصايغ بحسم “في المعارك التاريخية الصبر والصمود هما الأساس، ونحن في القعر أي في المكان الأسوأ”.