محليات

الحل اللبناني في اللامركزية… شرط نزع السلاح وضبط النازحين

كتب يوسف فارس في “المركزية”:

المشهد السياسي في لبنان مقفل على تعطيل يتبارى فيه الفرقاء في الحؤول دون تأمين النصاب لجلسات انتخاب رئيس البلاد. ولا يبدو في الافق اي متغيرات وشيكة قد تلفح وجه الازمة الرئاسية على رغم الايحاءات الايجابية التي تثيرها القوى السياسية. واذا كانت الايام الاخيرة شهدت هدوءا بعد سخونة اعلامية ملحوظة على خلفية التباينات العميقة حيال الموقف الفرنسي الداعم لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فإن مراقبين دبلوماسيين كثرا ومعنيين بمتابعة مجريات التطورات اللبنانية لفتوا الى برودة واضحة تحكم مواقف دول اللقاء الخماسي التي تتولى التنسيق في ما بينها حيال الازمة اللبنانية. وان هذه الدول اذ تقف مراقبة ومتريثة في اطلاق اي موقف او تحرك انما تعكس عدم استعجال باتخاذ اي خطوة او موقف جديد قبل اكتمال ضرورات الانخراط مجددا في الواقع اللبناني، الامر الذي ادى الى انحسار التوقعات المتسرعة في هذا السياق حول انعقاد اجتماع جديد لدول اللقاء الخماسي اي فرنسا واميركا والسعودية ومصر وقطر بما يثبت ان تلك التوقعات كانت من مصادر محلية وليست من مراجع معنية مسؤولة، وهو امر لا يعني شيئا، الا ان الساحة الداخلية تتفاعل الآن بدفع من تبادل الحملات السياسية والدعائية في انتظار بروز جديد ما على المستوى الخارجي المعني بلبنان. 

عضو كتلة الجمهورية القوية رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب كميل شمعون يقول لـ”المركزية” في هذا الاطار: “ان الانتخابات الرئاسية لا تزال معطلة ولم تفلح المناشدات الخارجية في دفع الافرقاء اللبنانيين الى اجراء هذا الاستحقاق. فلا المساعي الفرنسية عكست التطلعات في تبني مرشح سيادي واصلاحي يرعى عملية النهوض بالبلاد من الهوة التي انزلقت اليها ولا حتى اللقاء الخماسي الباريسي نجح ايضا في دفع الاستحقاق من دائرة المراوحة السلبية التي انحشر فيها رغم ما يقال عن الاتفاق على ترشيح جهاد 

ازعور. من هنا ارى ان الاتفاق على عدة بنود اصلاحية من شأنه لو  حصل  ان يمهد الطريق امام اجراء الانتخابات الرئاسية كمثل اللامركزية الادارية الموسعة وهي موضع التقاء وجمع بين اللبنانيين خصوصا من قبل الثنائي الشيعي كون رئيس المجلس النيابي نبيه بري كان من الداعين اليها في بيانه الأخير”. 

ويتابع ردا على سؤال قائلا: “كل التقدير والاحترام لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية ولكن تبنيه كمرشح رئاسي من قبل حزب الله تحديدا هو ما يحول دون تأييده من قبل المعارضة خوفا من استمرار العهد والنهج السابقين اللذين رهنا الدولة لمحور الممانعة بقيادة ايران، وأبقيا تاليا البلد في جهنم على كل الصعد والمستويات وهو ما لا قدرة لاحد على تحمله خصوصا وانه لم يبق شيء من الدولة ومؤسساتها”.   

ويشدد في الختام على ان لا قيامة للدولة “من دون تسليم حزب الله لسلاحه ومن غير اقامة مخيمات للنازحين السوريين على الحدود االبنانية السورية تتضمن توفير كل المتطلبات الحياتية والإنسانية لهم، لان بقاءهم في هذا الانفلاش في لبنان سيؤدي عاجلا ام اجلا الى تفلت على كل المستويات يصعب ضبطه ووقفه في انتظار العودة الطوعية والامنة التي تخفي مشاريع غير مستحبة للبنان”. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى