المجلس العام الماروني: للإسراع في وضع خطة لعودة النازحين
عقدت الهيئة التنفيذية للمجلس العام الماروني في مقرّه المركزي في المدور، إجتماعها الدوري، وترأّس الجلسة رئيس المجلس المهندس ميشال متى بحضور الأعضاء، حيث تمّ التداول في آخر المستجدات السياسية والمعيشية والإقتصادية على الساحة اللبنانية، وبنود جدول الأعمال المتعلّقة بقضايا المجلس الداخلية الملحّة، فضلًا عن مواضيع أُخرى. وعلى الأثر أصدر المجتمعون البيان الآتي:
“أولًا: جدّد المجلس العام الماروني وقوفه الدائم والثابت خلف مواقف بكركي وسيّدها، إذ أكّدت الهيئة التنفيذية خلال إجتماعها، على الإلتزام المطلق بطروحات ومبادرات البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وآخرها كانت دعوته النواب المسيحيين إلى “يوم روحي” صامت، خُصِّصَ للصلاة والتأمُّل والتوبة، أُقيم في مزار سيدة لبنان حريصا، مستعينًا بالقدرة الإلهية لإيجاد أرضية مشتركة بين القوى المسيحية للتوصّل إلى التفاهم على توابت معينة للخروج من الجمود الرئاسي.
ثانيًا: نوّهت الهيئة بعظات سيادة راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر الأسبوعية، والتي غالبًا ما يضع فيها الإصبع على الجرح، مُصَوِّبًا سهامه على المسؤولين الغافلين عن معاناة شعبهم، وحثّهم على ضرورة التحلي بالحس الوطني وإخراج لبنان من هذا الفراغ القاتل.
ثالثًا: أعربت الهيئة عن أسفها لهذا الدرك الذي وصلت إليه الأمور في مسألة عدم القدرة على إنتخاب رئيسٍ جديدٍ للبنان، ومن قلقها أن تكرّ مسبحة الفراغ لتطال بشظاياها الإستحقاقات الأساسية الأخرى، والتي تُنذِرُ بشلل البلديات، وحاكمية مصرف لبنان، الذي إذا ما حصل ستكون تداعياته كارثية على المجتمع اللبناني أمنيًّا وإجتماعيًّا وإقتصاديًّا.
لذلك، يدعو المجلس العام الماروني نواب الأمة أن يقوموا بواجباتهم الدستورية في هذه المرحلة الحساسة، معتبرًا أنّه على الجميع أن يسعوا ويحاولوا قدر المستطاع من أجل إنتخاب رئيسٍ للجمهورية سريعًا، وبالتالي يُصار إلى وضع لبنان على سكة الإصلاح والتعافي.رابعًا: لم يخفِ المجلس العام الماروني قلقه الكبير من أزمة النزوح السوري وتداعياتها على الواقع اللبناني، كون هذا النزوح تحوّل إلى عبءٍ كبيرٍ بعد أن أصبح النازح السوري منافسًا في سوق عمل المواطن اللبناني في مختلف القطاعات، إذ أنّ لبنان يحتضن نازحين سوريين أكثر من أي بلدٍ آخر في العالم، حتى أصبح هذا الواقع يضغط بقوّة على لبنان المنهار إقتصاديًّا وماليًّا، مع التخوّف من إمكان تحوّل بعض المخيّمات السورية إلى مخيّمات مسلّحة، خاصة بعد تزايد الجرائم والسرقات والتداعيات الأمنية في الآونة الأخيرة في أكثر من بلدة لبنانية، والمرتبطة بشكل مباشر بهذه الأزمة، عدا عن الضرر الديموغرافي نتيجة هذا النزوح العشوائي وغير المنظّم.
لذلك، تدعو الهيئة التنفيذية للمجلس المسؤولين إلى الإسراع في وضع خطة لعودة النازحين السوريين وخصوصاًً الذين لا تنطبق عليهم هذه الصفة بعد ثبوت توجههم من وإلى الداخل السوري، ومتابعة هذا الموضوع بجدية لأنّ هذا بلدنا ويجب أن نحافظ عليه وعلى أهله.
خامسًا: تباحثت الهيئة التنفيذية في قضايا المجلس العام الماروني الداخلية المختلفة والمتصلة بالخدمات الإنسانية والإجتماعية والطبية التي يخصصها للجمعيات التابعة له ولمراكزه الصحية، بعدما ازداد عدد المستفيدين من هذه الخدمات بشكل كبير في ظل الأزمة الإقتصادية الحادة التي يعاني منها اللبنانيون.
سادسًا: وأخيرًا، ناقشت الهيئة التنفيذية تفاصيل القداس الذي ينظمه المجلس العام الماروني سنويًّا بمناسبة إختتام الشهر المريمي، حيث سيترأس الذبيحة الإلهية سيادة راعي أبرشية بيروت المطران بولس عبد الساتر يوم الخميس 25 أيار الساعة الخامسة بعد الظهر، في كنيسة السيدة أم النور في مبنى المجلس في المدور.
وفي هذه المناسبة تمنّى المجتمعون للبنانيين عامّةً شهرًا مباركًا، متضرّعين إلى العذراء مريم التي تُجْمِع على تكريمِها كل الطوائف والأديان، لتُرشدنا على الدوام إلى الخير، ولتبارك أُسَرَنا وأعمالنا، وتنظر بحنان إلى وطننا والمسؤولين عن إدارته، وتُسكب الخيرات على جميع الشعوب”.