خفايا زيارة الراعي إلى باريس… ملفان حلهما يمكّن لبنان من التنفس!
يبدو أن شهر حزيران سيرفع من منسوب حرارة الإتصالات وصولًا إلى انتخاب رئيس للجمهورية في ظل تقاطع المواعيد التي يتحدث عنها مختلف الأطراف، وإن كانت بتوجهات مختلفة.
فموعد 15 حزيران الذي ضربه رئيس مجلس النواب نبيه برّي كحد أقصى لعقد جلسة انتخابية، يأتي على خلفية معطيات تبدأ من القمة العربية يوم الخميس وتمرّ بالزيارة الرعوية التي يقوم بها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إلى العاصمة الفرنسية باريس.
هذه الزيارة التي تأتي على تخوم المواعيد المضروبة في شهر حزيران تحمل الكثير من التأويل حول الهدف منها، حيث تؤكد مصادر مواكبة أنها “في المقام الأول هي زيارة رعوية إعتاد البطريرك الراعي على القيام بها عادة للإطلاع على شؤون الرعايا في عدد من الدول”.
ولا تسقط المصادر في المقام الثاني “فرضية طرح الملف اللبناني القائم على موضوع الإستحقاق الرئاسي بما أن فرنسا اللاعب الرئيسي في هذا الملف، فلا بد له من إستطلاع الرأي فيها إن من المسؤولين أو من الرعايا اللبنانيين في تلك الدولة”.
وفرنسا التي هي راعية المارونية في لبنان تحكمها علاقة طيبة مع البطريركية المارونية والزيارة اليوم هي لتغذية هذه العلاقة وإستخلاص التوجهات الفرنسية في المنطقة من خلالها.وليس سراً أن البطريرك الراعي سيلتقي في 2 حزيران الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كما ليس سراً أيضاً أن الطبقين الرئيسيين للقاء هما الملف الرئاسي وموضوع النزوح السوري وما يشكل حلهما من أهمية للبنان الذي سيعود إلى التنفس الطبيعي بعد أن إختنق بفعل التعطيل وعبء النزوح.
كما أن الإستحقاق الرئاسي وموضوع النزوح هما محور اللقاءات التي سيطرحها الراعي على زائريه من الفرنسيين في مقر إقامته وأبرزهما مستشار الرئيس الفرنسي السفير السابق في لبنان إيمانويل بون ومدير وكالة الاستخبارات الخارجية الفرنسية، برنارد إيمييه.
وعن موقف مسبق يمكن أن يحمله البطريرك الراعي من المرشح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والذي تزكيه فرنسا؟ تؤكد المصادر أن “الراعي ليس بوارد الاستفسار عن السلوك الفرنسي تجاه فرنجية، كما أنه لا يتحيز لفريق دون آخر، فجُل ما يريده هو مصلحة لبنان التي تبدأ بإنتخاب رئيس جديد للجمهورية يحمل المواصفات التي يطرحها”.
ومن هذا الباب تجزم المصادر، أن “البطريرك لا يحمل معه سلة أسماء إلى العاصمة الفرنسية ولن يكرر ما فعله خلفه بطرح أسماء محددة”.