المعارضة لم تتوحّد بعد… على من الرهان؟
كان لافتاً الحديث الأخير للنائب ميشال معوض حول استمراره بالترشح إلى الإنتخابات الرئاسية إلى حين توافق المعارضة على اسم، هذا الكلام يعني أن الوصول إلى إسم موحّد لم يأخذ طريقه بعد إلى تبنّي كافة الأطراف في المعارضة له، لأنه يبقى رهن في النهاية بموقف التيار الوطني الحر الذي لم يحسم موقفه ضمن أي معسكر نيابي سيكون.
ولكن تشدّد معوض الإستمرار بالترشح في حديثه يعود إلى أن الأفرقاء الداعمة له طلبت منه الإنسحاب ولكن بعد التوافق على اسم آخر؟ تؤكد مصادر متابعة للملف أن كل أفرقاء المعارضة يريدون من النائب معوض أن يستمر في الترشح للإنتخابات لأن انسحابه يعني أنه لم يعد هناك من توازن مع المرشح الآخر أي سليمان فرنجية، فهو من يخلق التوازن اليوم، إلى حين إنسحاب فرنجية أو التوافق على إسم يستطيع أن يستقطب أصواتاً في البرلمان تتعدّى الرقم الذي وصل إليه معوض، أي يحدث نقلة نوعية بالأصوات.
وإذ توضح المصادر إلى أن النائب معوض لا مفاضلة لديه بين المرشحين المتداولين لدى المعارضة جهاد أزعور أو صلاح حنين، لأن هناك عدّة أمور ينظر إليها قبل أن يسير بأي منهما إن لناحية المشروع الذي يحمله المرشح أو عدد الأصوات التي يمكن أن يحصل عليها في الجلسة الانتخابية، لأنه بالتأكيد سيسير بالمرشح الذي سيحظى بأكبر عدد من الأصوات لأن هذا المرشح بالتأكيد قادر على جمع المعارضة أكثر من الثاني.
وترى المصادر أن المنافسة أصبحت محصورة بين جهاد أزعور وقائد الجيش جوزاف عون، لأن حظوظ حنين منعدمة لا سيّما أنه لا يتحرّك بل يجلس على مقاعد الإنتظار في المحطة حتى يأتي الضوء الأخضر.
وعن الأوفر حظاً بين الرجلين لا تعتبر المصادر أن العائق الدستوري هو من يحول دون توافق المعارضة عليه لأن التعديل الدستوري يمكن أن يحصل عند حصول أي تسوية كما حصل سابقاً، لكن العائق هو أن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لن يسير مع المعارضة باسم قائد الجيش.
واعتبرت المصادر أن كلام معوض بالأمس دفعت جبران إلى التفكير بموضوع الإنضمام إلى المعارضة، حتى لا تتكرّر سيناريوهات الجلسات الإنتخابية الـ 11 ، لأن جبران يستطيع بالحد الأدنى تأمين 15 صوتاً إضافياً في رصيد المعارضة إضافة إلى تأمين نصاب الجلسة.
وإذ ترى المصادر أنه من المفترض أن تبدأ الامور بالتحرك داخل المعارضة للوصول إلى مرشح تقف معه كل المعارضة في وجه سليمان فرنجية.
وعن إحتمال حصول ضغط من حزب الله على جبران حتى لا يدخل مع المعارضة؟ لا تستبعد المصادر حصول ضغط ما لا سيّما أنه لديه كل ظروف الغط عليه، ولكنه يستعملها وفق الظروف الإقليمية على اعتبار أن الحزب ليس لاعباً داخلياً بقدر ما هو لاعب إقليمي.
وتذكر في هذا الإطار بما قاله أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله أن الحزب ساعد الدولة في موضوع الكبتاغون، لكنها تغمز أن هذه المساعدة كانت ترجمة للإتفاق السعودي الايراني. وتعتبر أن الحزب واقع في دوامة ما بين جبران باسيل الذي لا يستطيع إقناعه بفرنجية ولا يستطيع بالتالي التخلي عن الأخير.
وترى المصادر اليوم أن الطابة بملعب جبران ومن المفترض خلال هذا الأسبوع أن يتحرك التيار لمن وفق اي اتجاه.