لبنان أمام إختبار صعب… جبهة الجنوب تترنّح!
مع إرتفاع منسوب التوتر على جبهة إسرائيل غزة، بدا التوتر واضحًا على طول الخط الاسرائيلي المتاخم للبنان خوفًا من ضربات بالصواريخ من فصائل فلسطينية موجودة في لبنان ، رغم تسيير دوريات مكثفة لليونيفيل والجيش اللبناني لمنع توتر الأوضاع على الجبهة الجنوبية للبنان.
فهل من الممكن جر لبنان إلى فتح جبهة من منطلق وحدة الساحات؟ يجزم رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة العميد الركن الدكتور هشام جابر في حديث إلى “ليبانون ديبايت”، بالمختصر أن “جبهة الجنوب اللبناني لن تشتعل، لأنه لا مصلحة لأحد أن يفتح هذه الجبهة، وحزب الله تحديدًا لا مصلحة له بفتح هذه الجبهة المغلقة منذ العام 2006، أما اذا أراد الفلسطينيون فتح الجبهة مثلما حصل المرة الماضية عبر إطلاق صواريخ القليلة، إن الموانع اليوم أكثر”.
ويذكر أنه “في المرة الماضية لم يكن لحزب الله علاقة بهذه الصواريخ، وإذ إتهم البعض حزب الله بغض النظر عنهم فإنه من المحتمل أن لا يكون فعلًا قد رآهم ولكن لو رآهم فلا مصلحة له بإيقاف العملية من باب أنه بناء للقرار1701 ليس من المفترض أن يكون متواجد عسكريًا جنوب الليطاني، وبالتالي لن يظهر نفسه أنه قام بعمل بطولي وأوقفت الصواريخ، والذي سيدينه لاحقًا بالتواجد عسكريًا في تلك المنطقة”.
ويؤكد جابر أن “أي فصيل يريد أن يفتح تلك الجبهة على غرار صواريخ القلية قادر على فعل ذلك لكن هذه المرة، لكن هذا لا يعني فتح الجبهة لأن الصواريخ التي يتم إطلاقها خلابية بدائية عمرها من تاريخ الاجتياح الاسرائيلي في العام 1982 بقيت في المخيمات”.
كما أن “عيون قوات اليونيفيل والجيش اللبناني “مفتحة” أكثر من السابق نظرًا للتطورات، لكن ذلك لا يعني أنه لن يتم إطلاق صواريخ من لبنان، لكن بالتأكيد ستكون صواريخ محدّدة وقليلة مثل السابق، وهي كرد ورسالة إلى اسرائيل باتت تعلم فحواها، وبالتأكيد لن تهني هذه الصواريخ فتح جبهة”.
وإذ لا ينكر أن الجهاد الإسلامي الذي تم إغتيال قادته أمس قريب من حزب الله إلّا أنه لا يظن أن الحزب بصدد تمرير ضربة إلى إسرائيل من الجنوب، خصوصًا أن إسرائيل استهدفت رموزًا وقادة من الحزب في سوريا ولم يرد حزب الله من جبهة الجنوب، وهي تستمر بإستهداف مراكز له هناك ولم يفتح هذه الجبهة”.
أما لماذا لم يردّ حزب الله على استهداف قادته في سوريا؟ يجيب: “لأنه لا يريد فتح جبهة الجنوب، لأن فتحها يعني ردًا إسرائيليًا مؤلمًا سيليه ردّ من الحزب لتكبر معه كرة الثلج وتمتد الجبهة إلى سوريا لتصبح مسألة دولية لن تقبل بها لا إيران ولا سوريا ولا حتى روسيا، كما لا مصلحة لحزب الله أن يفتح الجبهة في هذا الوقت بالذات حيث الجدل قائم حول سلاجه وقرار الحرب والسلم”.
أسباب كثيرة تمنع إشتعال جبهة الجنوب مهما إرتفعت وتيرة العدوان على غزة والقطاع، ولن تُفتح إلّا في آخر لحظة عندما تعتدي اسرائيل بصواريخ على لبنان أو توجّه ضربةإلى الداخل عندها يكون حزب الله في موقع المدافع.
“ليبانون ديبايت”