محليات

أمورٌ أخفاها نصرالله تقلق “إسرائيل”.. هل حُسِم موعد “المعركة”؟

في خطابه الأخير يوم الجمعة، أصرَّ الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله على عدم منح العدو الإسرائيليّ أي إجاباتٍ يريدها بشأن حادثة إطلاق الصواريخ من الجنوب باتجاه المستعمرات الإسرائيليّة قبل أكثر من أسبوع. وبكلّ واقعية، كان نصرالله على يقينٍ بأن هذه الخطوة ستزيدُ من إرباك العدو، وهو الأمر الذي يندرجُ في إطار الحرب النفسيّة التي يزدادُ رحاها أكثر فأكثر مع تعمُّق الأزمة التي تضرب الداخل الإسرائيلي على أكثر من جبهة.

بشكلٍ أو بآخر، ساهم خطابُ نصرالله في زيادة ضياع الإسرائيليين، فهو لم يُعلن عن موعد أي معركة آتية باستثناء أنه حذر الإسرائيليين من أن التجاوزات التي تحصل في القدس قد تؤدي إلى حربٍ كبرى. كذلك، فإن أمين عام “الحزب” لم يكشف أي تفاصيل عن الوضع العسكري لـ”حزب الله” في الوقت الراهن وسط التأهب الإسرائيلي الكبير، كما لم يتحدث عن طبيعة الرّد الذي قد يأتي إزاء الإعتداءات الإسرائيلية التي طالت لبنان عقب حادثة إطلاق الصواريخ. أما الأمر الأهم فهو أن نصرالله لم يتطرّق إلى الجهة التي نفذت العملية، فلم يُعطِ إشارات إلى “حماس” في هذا الإطار كما أنه لم يقدّم أي دلائل على علاقة الحزب بما جرى من عدمه. كذلك، كان نصرالله حريصاً على عدم كشف أي خُطط ترتبطُ بما سيجري لاحقاً على صعيد الجبهات المُترابطة التي تخشاها “إسرائيل”، ما يعني أن الأخيرة باتت في مأزقٍ كبير بسبب الضبابية التي تواجهها، الأمر الذي سيزيد الضغط عليها بقوّة عسكرياً وداخلياً.

على صعيد الداخل اللبناني، بدا واضحاً أن نصرالله كان حذراً في فتح ملف نشاط حركة “حماس” في الجنوب، فهو لم ينفِ مسؤولية الأخيرة عما جرى مؤخراً لكنه في الوقت نفسه لم يكشف عما إذا كانت الحركة فعلاً لديها وجود عسكري ناشط عند الحدود. هنا الأمر هذا مهم جداً معرفته لأنه أثير بقوة، لكنَّ عدم التطرق إليه قد يكون مرتبطاً بسببين: الأول وهو عدم استفزاز الدّاخل اللبناني الذي سيعتبر أن “حماس” تتحرّك بحريتها وتستخدم الجنوب منصة لها حتى لو لم تكن مسؤولة عن حادثة الصواريخ. أمّا السبب الثاني فهو أن الحزب لا يريدُ أن يظهر وكأنه يحمي ظهر “حماس” ويتيحُ لها التحرك كما يحلو لها في لبنان.

لهذا، كان نصرالله واضحاً في أن “حزب الله” لن يقدّم الإجابات التي يطلبها العدو على تساؤلاته الكثيرة، والرسالة المهمة خلف السطور هنا تقول بأن الحزب هو الذي يُمسك بزمام المبادرة، فالإجابات موجودة لديه لكنه لن يكشف عنها في الوقت الراهن، كما أنه هو من يدير اللعبة في الجنوب ويعلم تماماً ما يجري. مع هذا، فإنّ الكشف عن تفاصيل الحادثة قد يكون سببه أيضاً عدم تبيان عن هوية المنفذين الفعليّة، لأن الدولة اللبنانية تُحقق بالأمر وباتت لديها المعلومات الكافية على هذا الصعيد، وبالتالي هناك هدفٌ بعدم الإفشاء بأي أمرٍ يريده العدو كي لا يستثمره لاحقاً لصالحه.

على الصعيد العسكري، كان لافتاً أن نصرالله لم يتطرّق أيضاً إلى المقدرات العسكرية التي يمكن أن يستخدمها “حزب الله” في أي معركة، والأمر هنا يعود إلى نقطتين: الأولى وهي أن “حزب الله” لا يريدُ الحديث عن هذا الأمر في الوقت الراهن كي لا تحدث عملية “استفزاز” فعلية تؤدي إلى مواجهة قريبة. أما النقطة الثانية فهي أن نصرالله مُصرٌّ على إبقاء المفاجآت العسكرية طي الكتمان في الوقت الراهن، لأنه عند حصول معركة شاملة، لن تقتصر المواجهة على “حزب الله” حصراً، بل ستمتد إلى مختلف الجبهات بما فيها غزة والجولان.

إذاً وأمام كل هذه المشهدية، فإن ما يتضح بشكل جليّ هو أنّ “حزب الله” يضغط بشدّة على الداخل الإسرائيلي من الجانب النفسي، فالعوامل في هذا الإطار متوافرة بقوة، الأمر الذي سيُرسي قلقا كبيراً لدى تل أبيب لأن الجهة المقابلة لها تتستّر على الكثير من التفاصيل التي تهمها، وهنا بيت القصيد.

lebanon24

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى