البطريرك ميناسيان ترأس رتبة جناز المسيح
ترأس البطريرك رافائيل بدروس الحادي والعشرون ميناسيان كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك رتبة جناز المسيح في كنيسة المخلص برج حمود بمشاركة لفيف من الآباء الكهنة بحضور السفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا والسكرتير الاول والثاني في السفارة وفاعليات وجموع غفيرة من المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس، ألقى البطريرك ميناسيان عظة قال فيها:
اخوتي وأخواني الأحباء،
لا أدري ما هي النوايا التي تجمعنا اليوم في ذكرى صلب المسيح؟
هل نحن مجتمعون في كنيسة المخلّص لمشاهدة مسرحية دراماتيكية نتعايش معها لوقت وجيز أو نشاركها في حشرية المعرفة وماهية هذا الحدث؟ في الماضي كانت الحشود الغفيرة وأصوات متعالية وفوضة قائمة وجميعهم ملتمون حول صليب يحمله شخص عُرف بالرجل الخيّر، الرجل الذي حوّل الماء للخمر في عرسِ قانا، الرجل الذي شفى العميان، وأعطى الخبز للجياع وأقام الموتى مِثل إبنة القائد.
حشود تسير وراء ومع هذا الرجل الذي ساعد شعبَه وغمرهم بمحبتهِ حتى فدى من نفسه في سبيل خلاص نفوسهم ولكنّهم ساروا معه حتى الجلجلة وقلوبهم مليئة بالحقد والكراهية ساروا معه ليأكدوا صلبه وأصواتهم كانت تصرخ أصلبوه أصلبوه.
يا للخذل والعار يا لنكران الجميل لشعب أكل وشرب ونال الشفاء والعجائب من الإله المتجسّد الذي فدى نفسه بالعطاء وخلاص البشرية من عبودية الشيطان لكنّه ما نال إلاّ الخيانة ونكران الجميل ليس فقط من الشعب بل من تلاميذه أيضًا يهوذا باعه بثلاثين فضّة وبطرس بنكرانه وبقية الرسل الذين هربوا وتركوه وحيدًا في أبدي المجرمين النكرين. هذا السيناريو لا يزال يتكرّر حتى يومنا هذا في حياتنا الشخصية والاجتماعية والوطنية، وحتى العالمية. فبدل التعايش والمحبّة بين بعضنا البعض تحت النعم السماوية، ندعس بعضنا البعض وهكذا تباع الأوطان وشعوبها بأقل من ثلاثين فضّة.
أكلنا ونعمنا في وطن منحنا إيّاه المخلّص مليئًا بالحرية والكرامة ولكنّنا يقينا مثل هؤلاء الذين عايشوا المسيح، نطعن بقلب مَن فدانا.
ربمّا تريدون أن أُلمّح عن السياسة لتأخذوا عيرة أو خبرة ترددونها في هذا اليوم وللغير لا تنالوا غير ما قاله الفادي مخلصنا يسوع المسيح.
“آبتي أغفر لهم لأنّهم لا يعلمون ما يفعلون” (لوقا 34،23) لا أدري أنا أيضًا إن كنّا نعلم ما نفعل ببعضنا البعض اجتماعيًا ووطنيًا، لا أدري لماذا نتجارب ونحن نعلم بكامل المعرفة إنّنا سواح على هذه الأرض. وكما يقول سفر دانيال (فصل 3-29) قد خطئنا واثمنا بارتدادنا عنك وارتكبنا خطايا جسيمة في كلّ شيء ولم نسمع لوصاياك ولم نحفظها ولم نعمل بما اوصينا به لتجربنا فلا تخذلنا للأبد لأجل اسمك ولا تنقض عهدك ولا تحوّل رحمتك عنّا في ذكرى يوم آلامك وصلبك وموتك على الصليب. ألتجئ إليك بقلب نادم وبروح تشدوا إليك طالبة الغفران مثلما غفرتّ لبطرس بنظرة وديّة فتذكر كلّ شيء قلته له فراح يبكي خيانته ونكرانه لمعلّمه الذي منحه كلّ شيء على هذه الأرض.”
وختم عظته قائلاً: “فحبّذا نحن أيضًا في ذكرى هذا اليوم الأليم نبكي على أغلاطنا ونعود إلى فادينا بقلب نقيّ وروح طاهرة متجددة بنعمته ونوره الغزير.
تعالوا لنسجّد ونمجّد المخلّ على الصليب”.
في الختام، أقيم الزياح في الباحة الخارجية حيث حمل النعش ووضع في القبر الى يوم القيامة المجيدة.