أهدافه الـ 3 “فشلت”.. هل يستخدم بوتين “صواريخ الشيطان” بعد تعليق “نيو ستارت”؟
صعدت روسيا خلال الأيام القليلة الماضية، من تلويحها باستخدام السلاح النووي بالتزامن مع مرور عام على ذكرى الغزو الروسي لأوكرانيا، بعد تعليقها المشاركة في اتفاقية “نيو ستارت”، وإعلانها عن خطط لنشر صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية.
“صواريخ الشيطان” تعود للواجهة
الخميس، لوح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالترسانة النووية لبلاده، متحدثا عن خطط لنشر صواريخ باليستية جديدة متعددة الرؤوس عابرة للقارات من طراز “سارمات” هذا العام.
ويسمي الغرب ذلك الطراز من الصواريخ باسم “ساتان 2” أو(الشيطان2)، وهو سلاح قادر على حمل رؤوس حربية نووية متعددة.
وسبق أن أعلن بوتين، أن صاروخ “سارمات” سيدخل الخدمة في 2022، ووصفه في نيسان الماضي بأنه قادر على “إحباط كل الأنظمة المضادة للطائرات” و”سيدفع من يحاولون تهديد (روسيا) الى التفكير مرتين، وفقا لـ”فرانس برس”.
وقال بوتين في التصريحات التي نشرها الكرملين، “سنولي اهتماما متزايدا لتعزيز الثالوث النووي”، في إشارة إلى إمكانية إطلاق الصواريخ النووية من البر والبحر والجو، حسب “رويترز”.
وأضاف “سنواصل الإنتاج الواسع لأنظمة كينجال الفرط صوتية، وسنبدأ في تجهيز إمدادات ضخمة من صواريخ زيركون الأسرع من الصوت التي تنطلق من البحر”.
وأكد أن روسيا ستواصل إيلاء اهتمام متزايد لتعزيز “قواتها النووية”، وستبدأ عمليات تسليم جماعية لصواريخ زيركون الفرط صوتية التي تطلق من البحر، وستواصل تجهيز قواتها المسلحة بـ”معدات متطورة”.
وجاءت تصريحات بوتين بعد يومين من إعلانه أن روسيا ستعلق مشاركتها في “معاهدة نيو ستارت”.
ماذا يعني تعليق روسيا المشاركة؟
يؤكد أستاذ القانون الدولي، أيمن سلامة، أن نص اتفاقية “نيو ستارت”، لا يسمح بـ”التعليق أو الانسحاب الانفرادي” لأي من طرفي المعاهدة.
وفي حديثه لـ”الحرة”، يقول إن “تعليق الاشتراك في المعاهدات الدولية يختلف عن الانسحاب منها”.
ويشير إلى أن “الانسحاب يعني ترك الصك الدولي تماما والتحلل من كافة الالتزامات الواردة بالمعاهدة الدولية من حقوق أو واجبات”.
ولا يعني تعليق العضوية كما هو الحال بالقرار الروسي “التملص النهائي أو فسخ المعاهدة”، لكن ذلك يعكس “تعطيل” بعض الإجراءات التي تشملها “نيو ستارت”، وفقا لحديث سلامة.
من جانبه يقلل الخبير العسكري والاستراتيجي، سمير راغب، من أهمية “تعليق روسيا المشاركة في الاتفاقية”، مرجعا ذلك لكون الإجراءات الخاصة بالتفتيش “معطلة بالفعل” منذ عام 2020.
ماذا بعد تعليق المشاركة؟
يرى أيمن سلامة في تصريحات بوتين الصادرة الخميس والتي أعقبت تعليق المشاركة في الاتفاقية، “مؤشرا خطيرا جدا”.
ويعني تصريح بوتين أن “روسيا جاهزة لتمزيق بنية الحد من الأسلحة النووية” بما يشمل الاتفاقات والمعاهدات المنظمة لذلك الشأن، حسب حديث سلامة.
ويقول سلامة إذا انهارت المعاهدة وانسحب أي طرف منها نستطيع الجزم بأن “البنية التحتية للتحكم في الأسلحة النووية” سوف تختفي تماما، محذرا من “تداعيات ذلك”.
من جانبه يشير سمير راغب إلى تطور خطير لما بعد تعليق روسيا المشاركة في “نيو ستارت”، ويتمثل في “إمكانية نشر روسيا أسلحة استراتيجية في دول خارج روسيا الاتحادية على غرار بيلاروس، وإيران وكوريا الشمالية وفنزويلا”.
ويري أن الإجراءات الروسية الأخيرة والمتعلقة بـ”نشر السلاح النووي، وتصاعد سباق التسلح، وإجراء التجارب النووية دون تنسيق”، تمثل أجواء حرب باردة جديدة.
رسائل روسية نووية؟
يربط ناجي ملاعب بين الإجراءات الروسية المتعاقبة وبين “عدم تحقيق موسكو أي من أهداف بوتين المعلنة خلال الحرب في أوكرانيا”.
ويؤكد ملاعب أن بوتين لم ينجح في تحقيق أي من “أهدافه الثلاثة”، ويشير إلى أن “القوات الروسية تتكبد خسائر بشرية هائلة وفي المقابل يدعم الغرب كييف بشكل غير مسبوق”.
وفي مواجهة ذلك استحضر بوتين الحديث عن “الجهوزية النووية”، لتحقيق هدفين رئيسيين، وفقا لحديث ملاعب.
ويري ملاعب أن رسالة بوتين الأولى موجهة نحو الداخل الروسي وتهدف لتطمين الشعب بأنه ملتزم بتحقيق النصر، ولو اضطر إلى استخدام كافة أنواع الأسلحة بما فيها النووي.
وفي ما يتعلق بالرسالة الثانية فهو موجهة نحو دول الغرب، بهدف رسم “خطوط حمراء” بدءا من شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في عام 2014 وحتى أراضي الاتحاد الروسي، حسب ملاعب.
ويتفق مع الطرح السابق، سمير راغب الذي يقول إن روسيا ترى أنها غير مستفيدة من الالتزام باتفاقية “نيو ستارت”، ولذلك فهي توجه عدة رسائل خلال الأيام الماضية.
ويري راغب أن روسيا تحاول استغلال واستثمار “تفوقها النووي” لحسم الحرب في أوكرانيا، ومواجهة توسع الناتو ودعم دول الغرب لكييف.
ويشير سمير راغب إلى أن روسيا ستعمل على “ألا تسمح أبدا” بهزيمتها في أوكرانيا، حتى لو أدى ذلك لإشعال حرب نووية.
وخلال الحرب في أوكرانيا يضع الكرملين احتمالين لا ثالث لهما وهما “الانتصار أو استمرار الصراع”، ولذلك لن تقبل روسيا الهزيمة، وفقا لحديث راغب.
وحسب راغب فإن روسيا توجه رسالة لدول الغرب مفادها أن الهزيمة في أوكرانيا تعني “اشتعال الحرب العالمية الثالثة”.
(الحرة)