محليات

هل تُفتح طريق بعبدا “عالسخن”… وعلى أنقاض المصارف؟

كتبت نجوى أبي حيدر في “المركزية”:

لم يأتِ كلام رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في بداية اجتماع مجلس الأمن المركزي يوم الجمعة الماضي من عبث ولا هو تكهن أو مجرد توقعات. فالاجتماع الذي استدعاه في شكل أساسي وعاجل هجوم من تردد أنّهم “مودعون” على عدد من المصارف ومحاولة إحراقها وتحطيم ماكينات السحب الآلي، جاء نتاج معلومات موثوقة ومعطيات أمنية مقلقة حتّمت الدعوة إليه. قال ميقاتي ما حرفيته “أوحت الأحداث الامنية التي حصلت في اليومين الفائتين وكأن هناك “فقسة زر” في مكان ما، ومن خلال متابعتي ما حصل من أعمال حرق أمام المصارف سألت نفسي هل فعلا هؤلاء هم من المودعين أم أن هناك ايعازاً ما من مكان ما للقيام بما حصل؟”… فمن هم جماعة “فقسة زر” هؤلاء، أو الأصح من هي الجهة التي “تفقس الزر”ولأي غاية وهدف؟

تقول مصادر سياسية عليمة لـ”المركزية” أنّ رئيس الحكومة قدّم الجواب قبل أن يطرح السؤال. ذلك ان المودعين يدركون، لا بل على يقين، أنّ إحراق المصارف لن ولا يمكن أن يعيد لهم ودائعهم، ما يعني عمليًّا أنّ هؤلاء هم فريق من اثنين إما انهم جاهلين الى درجة اقناعهم ان حرق المصارف يشكل ضغطًا لاستعادة أموالهم أو أنّ لا علاقة لهم بالمصارف وهم من جماعة “غبّ الطلب” أو بالأحرى “الزر” الذي تفقسه أياد، تسببت هي نفسها وأججت الازمة المالية والمصرفية في البلاد لإشاحة النظر عن عمق اقترافاتها السياسية وكل ما استتبعها من ازمات اوقعت البلاد في اسفل طبقات جهنم ولم تكتف، اذ تتابع مسيرة الدفع نحو القعر لبلوغ هدف جديد يتمثل بالسطو على البلاد من خلال كرسي الرئاسة الاولى.

وبعيداً من السؤال عن سبب عدم إقدام اجهزة الدولة على توقيف “المكبوسين” والتحقيق معهم لمعرفة هوية محركيهم، خصوصًا أنّ من تحدث عنهم وشكك بهم هو رئيس حكومة لبنان وليس أي شخص آخر، وأمام جميع قادة الاجهزة القضائية والامنية في البلاد، تعتبر المصادر أنّ أبعد من الخطوة بحد ذاتها، ثمة هدف بتطلع اليه “الكابسون” يبدو بات الخرطوشة الاخيرة في فردهم، ويتمثل بإثارة الشغب والفوضى في الشارع لايصال مرشحهم الاوحد وغير المعلن حتى اللحظة إلى قصر بعبدا بعدما أيقنوا واقتنعوا أنّ إيصاله بالحوار والحسنى متعذر. ذلك ان ما تسرب من لقاء باريس الخماسي حول هوية المرشح الاوفرحظا، يقطع الطريق على مرشحهم، فلجأوا الى الشارع لمحاولة جره اليه، علّه يسقط في الامتحان وتتلاشى حظوظه، او ينجح وترتفع وتيرة المطالبة بابقائه في موقعه على رأس المؤسسة العسكرية، كونه الاقدر على الامساك بالامن ولا بديل منه في موقعه الحالي.

عند هذه النقطة بالذات، توضح المصادر، تتقاطع مصالح “الثنائي الشيعي” مع “التيار الوطنيّ الحرّ”، على رغم عمق الهوة واتساعها بين طرفي تحالف 6 شباط وبلوغها نقطة الفرقة. فقائد الجيش العماد جوزيف عون الذي يصوّب باسيل سهامه بقوة نحوه ويتهمه بارتكاب “الموبقات” لحرقه، شكل اليوم مادة انتقاد من اعلام المحور  للهدف  نفسه، ولئن كان لكل اعتباراته. الاول يريد حرقه مع فرنجية لازاحة الاثنين من بورصة المرشحين الرئاسيين وفرض رئيس يدور في فلك تياره ، فيما يقصفه الحزب لازاحته والابقاء على مرشحه وحيدا على الساحة باعتبار ان الاخرين المطروحين حظوظهم معدومة، اضف الى ذلك، ان الحزب يراهن على موقف باريس، اذ ان فرنجيه مقبول لديها ولا تمانع انتخابه رئيسا للبنان.

الرئيس ميشال عون الذي كان مرشح “حزب الله”، تربّع على الكرسي الرئاسي “عالبارد”، بفعل تفاهم معراب مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع والتسوية الرئاسية مع رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري. بعد ست سنوات، يؤكد الأوّل أن لا مجال تحت أي ظرف لايصال مرشح “الثنائي” والثاني خارج المعادلة السياسية اللبنانية. فهل تفتح طريق بعبدا اليوم “عالسخن” وعلى أنقاض المصارف، آخر ضحايا مسلسل هدم لبنان، إن تعذر دكّ أركان الامن، المُسيّج دوليا بالخط الأحمر، أم بالاثنين معًا؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى