فوضى عارمة في طرابلس.. واتجاه إلى التصعيد!
لم يجد المواطنون في طرابلس سوى الطرقات “لفش خلقهم،” عندما بلغ انهيار الليرة حدا زاد من الخناق حول رقاب معظم المواطنين.
مشاهد قطع الطرقات في طرابلس عادت من جديد، وصرخات الفقراء المتألمين تملأ الساحات، ربطة الخبز ارتفع سعرها، وصفيحة البنزين ومشتقات الحليب واللحوم والدجاج والخضار والفواكه، كلها تسابق الدولار في اسعار خيالية، الامر الذي دفع بعشرات المواطنين والعائلات الى الخروج للشوارع واقفال معظم الطرقات في المدينة الافقر على شاطئ البحر المتوسط.
واقفلت محلات تجارية ، وكذلك محلات الصيرفة، والمواطنون يلاحقون الصيارفة الجوالين، وتهديداتهم واضحة بالعصيان المدني واقتحام المصارف ومحلات الصيارفة. وفروع المصارف تقفل ابوابها امام المواطنين ما ينبئ ان الامور تتجه الى التصعيد.
لم يقتصر الامر على هذه التحركات، بل ازدادت مظاهر الفوضى الامنية في معظم انحاء المدينة، ما يشكل تحديا للدولة ولمؤسساتها العسكرية والامنية، اذ بين حين وآخر تتجول سيارات مسلحة ودراجات نارية ترعب المواطنين برصاص عشوائي يصيب جدران الابنية، وتحصل عمليات اغتيال وتصفية حسابات “على عينك يا تاجر”، كان آخرها مقتل احمد كحيل في البداوي على يد مسلحين مجهولين، كانوا على دراجة نارية حيث امطروه بالرصاص وتابعوا سيرهم الى جهة مجهولة.
وقبلها بيومين، حصل اشتباك مسلح في ابي سمراء، ذهب ضحيته عامل سوري واربعة جرحى، وكل نزاع مهما كان تافها يكون السلاح حاضرا.
الفوضى عنوان المرحلة الحرجة التي تعيشها البلاد، فكيف سيكون الوضع في مدينة لا تزال تعيش في ظل الاهمال المتمادي، وفي غياب واضح لنوابها وكافة مرجعيتها الذين يقفون عاجزين امام ما يجري من ازمات يختنق فيها المواطنون.
حتى الدواء بات غير متوافر للفقراء، فقد سجلت حالة وفاة في منطقة القبة لامرأة عجزت عن تأمين دوائها. وحين حاول ولدها بيع سيارته لشراء الدواء، عاد ليجدها متوفية. وكثر من امثالها يعانون من عدم القدرة على شراء الدواء.
شوارع طرابلس باتت كئيبة، وحركتها اليومية تتأثر ببورصة الدولار وتلاعب التجار وشجعهم، وسط غياب كامل للادارات الرسمية والمراجع المختصة لوضع حد لهذا التفلت الاجتماعي والاقتصادي والامني والصحي.
دموع الأسمر – الديار