تصويب “الحزب” على لقاء باريس: مؤشّر سلبي أم تحسين شروط؟
عرقلة توصيات اللقاء الخماسي، تفقد لبنان فرصة مهمة لانتخاب الرئيس وحل الازمة الضاغطة.
استبق حزب الله انعقاد لقاء باريس الخماسي بالتصويب عليه بشكل غير مباشر، من خلال قول احد مسؤوليه الشيخ نبيل قاووق، «ان لبنان لا يتحمل املاءات خارجية»، ومشددا على «ان المعادلة اليوم، لا تسمح باملاء وفرض رئيس من دول اقليمية ودولية».
كلام قاووق يعبرُّ بوضوح عن رفض الحزب واستيائه من اللقاء الخماسي الذي تشارك فيه الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، وتغيب عنه إيران، ويهدف الى دعم ومساعدة لبنان للخروج من ازماته المتعددة، وهذه الدول التي تكاد الاتصالات معها شبه مقطوعة من قبل بعض الدول المشاركة، كان بعضها حتى الامس القريب يحرص على ابقاء قنوات التواصل قائمة معها ومع ذراعها حزب الله،بالرغم من كل الممارسات والارتكابات والاعتداءات الإرهابية،التي ترتكبها في العديد من الدول العربية ولبنان من بينها، تحت عنوان التخفيف من تداعيات التصادم القائمة والمساهمة قدر الامكان في بلورة حلول ومخارج للمشاكل والازمات الساخنة بالمنطقة.
يؤشر اعتراض حزب الله على لقاء باريس الخماسي الى أحد أمرين، أولهما، وجوب الأخذ بعين الاعتبار المعادلة التي أشار اليها قاووق، بأن يحسب حساب لحصة ايرانية ما، في مواصفات رئيس الجمهورية التي سيرسو الاتفاق عليها بين الدول الخمس المشاركة باللقاء، انطلاقا من الدور الايراني بالمنطقة، ووجود الحزب العسكري في لبنان تحت ستار محاربة إسرائيل ظاهريا،وتأثيره بالواقع السياسي عبر هذا السلاح فعليا، لكي يتم تسهيل تنفيذ اي توصية يتم الاتفاق عليها، مع مراعاة مطالب الحزب الاخرى فيما يخص بالضمانات المطلوبة لوجود سلاحه بالمرحلة المقبلة، ودوره بالحياة السياسية الداخلية.
اما الامر الاخر، فهو الرفض المسبق لما تتفق عليه الدول الخمس المشاركة باللقاء، والتأكيد على تعطيل اي توصية تتخذها لمساعدة لبنان،والاستمرار في ابقاء الانتخابات الرئاسية،كما حل الأزمة المتعددة الاوجه،رهينة بايدي ايران، من خلال استمرار حزب الله بتعطيل جلسات انتخاب رئيس الجمهورية،ان كان بالاقتراع بالورقة البيضاء او بتعطيل نصاب جلسات الانتخابات الرئاسية، وجعلها ورقة مساومة مع الغرب،ان كان بخصوص الملف النووي او باي ملف ابتزازي آخر،كما حصل باكثر من ملف آخر،في السابق ودفع لبنان غاليا، اثمان هذه المقايضات الايرانية المكشوفة، تارة باطالة الفراغ الرئاسي كما حصل قبل انتخاب العماد ميشال عون للرئاسة، وتارة اخرى بتعطيل تشكيل الحكومات او عرقلة الملفات والمواضيع المهمة والحيوية.
من هنا، لا يوحي تصويب حزب الله على لقاء باريس بالتعاطي الايجابي مع توصياته مسقبلا، كما تعلم الدول المشاركة بفحوى التعاطي السلبي من الحزب وايران مسبقا ايضا، وهل يعني الاصرار على عقده واصدار توصياته، ان ملف حل الأزمة القائمة بلبنان، دخل في صلب المواجهة المحتدمة مع ايران، ام ان اقنية التواصل ما تزال قائمة من خلال أكثر من دولة مثل قطر، لتسهيل وتسريع تنفيذ نتائجه، من خلال تضمين التوصية المرتقبة، والمداولات الجانبية، الاخذ بعين الاعتبار مطالب وهواجس كل الاطراف بمن فيهم حزب الله، وتعميم نموذج اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل لانجاح التنفيذ، وهذا هو المرجح، لان خيار الرفض وتعطيل نتائج لقاء باريس، الذي ينظر اليه معظم اللبنانيين، كبارقة امل،وفرصة قد لا تتوافر كل مرة لمساعدة لبنان، للخروج من أزمته،سينعكس سلبا وتكون تداعياته أصعب على الحزب واللبنانيين أيضا.
المصدر: اللواء