وساطة لإعادة المياه الى مجاريها بين بكركي وحزب الله… ماذا في الخبايا؟
صونيا رزق – الديار:
كثرت التحليلات والتأويلات عن الأجواء التي رافقت عودة الرجل الثاني في حاضرة الفاتيكان، الكاردينال بيترو بارولين الى بلاده، بأنها كانت خائبة من كثرة الخلافات المسيحية والتباين المسيحي- الاسلامي السائد في البلد، فيما يعلم الموفد الفاتيكاني بحقيقة خبايا الوضع اللبناني الداخلي ومستجداته اليومية، من خلال التقارير المطلوبة التي تصل تباعاً الى قداسة البابا فرنسيس عن لبنان، بهدف مساعدته كبلد يحمل صفة الرسالة والتعايش، لكن ما جرى خلال لقاء بكركي الذي عقد الثلاثاء الماضي في الصرح البطريركي في بكركي، وجمع رؤساء الطوائف المسيحية والاسلامية على مأدبة غداء، حضرها قطبان سياسيان مسيحيان هما رئيس تيار” المردة ” سليمان فرنجية، ورئيس” التيار الوطني الحر” جبران باسيل، فيما بقيت اللقاءات الاخرى ضمن السفارة البابوية في اليوم التالي، حيث التقى الكاردينال بارولين قبيل مغادرته بيروت عدداً من الشخصيات السياسية كميشال معوض، فؤاد السنيورة وفارس سعيد، وكان قد التقى ايضاً فرنجية قبيل لقاء بكركي اي يوم الاثنين الماضي بعيداً عن الاعلام، وجرى بحث في عدد من الملفات ابرزها الاستحقاق الرئاسي وموضوع الشغور والحرب في الجنوب وانعكاساتها على لبنان، والوضع السياسي في لبنان مع كل تشعباته وتعقيداته والوضع المسيحي بشكل عام، وافيد بأنّ مساعي قداسة البابا مستمرة خصوصاً مع عواصم القرار، لوقف الحرب في جنوب لبنان وغزة، كما انّ الشغور الرئاسي يقلق البابا كثيراً لذا يرى انّ تنفيذه اليوم بات أمراً ملّحاً، وهذا ما بدا واضحاً خلال تصريحه في عين التينة، بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث اعتبر ان المسؤولية مشتركة لإتمام هذا الاستحقاق الذي تبدأ معالجته من ذلك المكان، ودور برّي بالدعوة الى عقد جلسات انتخابية متتالية وبدورات مفتوحة كما ينصّ عليه الدستور.
لكن لا شك في انّ بارولين حمل إنطباعاً بأنّ الاقطاب المسيحيين غير متفقين، حتى وان بدا له جلوس فرنجية الى جانب باسيل مع التحدث والمصافحة والابتسامات، لكن على ارض الواقع لم يكن ذلك الحديث سوى امام الكاميرات، لانّ بعض الصور التي إتخذت فجأة من قبل بعض المصورين، أظهرت مدى غياب التوافق والجو الايجابي خلال الجلسة، كما لم تكن مهمة الرجل الثاني في الفاتيكان مصالحة الاقطاب الاربعة، لانها تقارب المستحيل، لكنه بالتأكيد كان راغباً بحدوث لقاء يجمعهم بحضوره، ولا شك انه تفاجأ بمَن غاب أيضاً، اي بالمكوّن الشيعي المتمثل بنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، فيما تعمل الوساطات على إزالة التوتر الذي نتج عن ذلك الغياب، ومن ضمن الوسطاء النائب فريد الخازن الذي قام قبل ايام قليلة بهذه المهمة، لكن ووفق المعلومات فوساطته لم تصل الى مبتغاها في إنتظار لقاءات اخرى قريبة، ويشارك بذلك وسيط كنسي بدأ بإزالة التباين، وتبدو الطريق مفتوحة لمزيد من التقارب بحسب ما نقل الوسيط الكنسي لـ” الديار” لكن كل هذا سيبقى بعيداً عن الاعلام، إضافة الى وسيط من ضمن اللجنة المشتركة.
في السياق اوضح الوسيط الكنسي انه سيعقد قريباً جداً جلسة مع البطريرك الماروني بشارة الراعي لوضع النقاط على الحروف، ومتابعة مهمته، واصفاً العلاقة مع الشيخ الخطيب بالجيدة جداً، وقال: ” نحن تحدثنا معه عن رسالة مصارحة وليس كما فهمها البعض ووصفها برسالة مصالحة، اذ أوضحنا ما فهم خطأً، ونفى ما اورته بعض المواقع الالكترونية عن اعلان حزب الله مقاطعة اي اتصال مع بكركي سواء بالمباشرة أو غير المباشر، بما في ذلك التواصل بينه وبين الوسطاء، مؤكداً ” انه لم يصلنا شيء في هذا الاطار لا بل على العكس فالجو ايجابي”، لافتاً الى ما قاله عضو كتلة “الحزب” النائب علي فياض في حديث متلفز امس بأن” حزب الله يدرك خصوصية موقع بكركي ودورها، ونريد ان تبقى قنوات الحوار مفتوحة وما حصل يحتاج الى احتواء ومعالجة، والخطوات التي حصلت ايجابية، لكن يجب ان تستكمل بالمزيد منها، وبأن” الحزب” كان حريصاً على علاقة واحترام متبادل مع الصرح البطريركي، ليختم الوسيط الكنسي بالاشارة الى اللجنة المشتركة ستتابع الموضوع قريباً من دون ان يحدّد موعد اجتماعها.