محليات

مخاوفٌ لبنانية وحملة ديبلوماسية… ماذا في التفاصيل؟

قالت مراجع ديبلوماسية وسياسية انه وعلى رغم من اطمئنانها الى حجم الضغوط القائمة لمنع أي انفجار عسكري لا تتحمّله المنطقة قبل الحديث عن قدرات لبنان واللبنانيين، فإنها قلقة من حجم البيانات التي أصدرتها دول خليجية واوروبية واميركية بعدما قدّمت دعواتها الى ترحيل رعاياها على اي موقف داعم للبنان الدولة والحكومة، والذي كان ولا يزال ضحية هذا النزاع، فالجميع يدرك موقف لبنان الرسمي الرافض الحرب والساعي الى تطبيق قرارات الأمم المتحدة ولا سيما منها القرار 1701.

وقالت المراجع لـ”الجمهورية” إنها اطلعت على مجموعة من السيناريوهات السلبية التي يجري تفكيكها بضغوط اميركية وفرنسية وبجهود اطراف اخرى، لا سيما منها مصر والمملكة العربية السعودية وقطر، فإنها لا تشارك أيّاً من هذه الدول مخاوفها على رعاياها فأمنهم من أمن اللبنانيين، وان ترك لبنان فريسة الحكومة المُتعنّتة في تل ابيب تُنذر بشرّ مستطير ولن تبقى تداعيات ما قد يحصل ضمن الحدود الجغرافية للبنان، وهو أمر يدركه القاصي والداني. وانّ اخطر ما في هذه البيانات انها تسقط التعهدات بالسعي الى حل مستدام للقضية الفلسطينية وأهمها الوصول الى الإعلان عن اتفاق «قيام الدولتين» الإسرائيلية والفلسطينية، وانّ ما يجري في غزة والضفة الغربية يسقط هذه الوعود على مرأى من أعين مطلقيها أيّاً كانت مواقعهم.

وعلى صعيد آخر، كشفت المراجع الديبلوماسية لـ«الجمهورية» ان حصيلة الاتصالات التي أجراها بوحبيب انتهَت الى اعادة نظر محدودة ببعض المواقف العربية، بعد التوضيحات التي أصدرها وزير الخارجية الاردنية ايمن الصفدي عقب الإتصال بينهما خلال عطلة نهاية الأسبوع. كما تلقّى بوحبيب اتصالاً من نظيره البحريني عبداللطيف بن راشد الزياني بصفته رئيساً لمؤتمر وزراء الخارجية العرب في دورتها الرابعة والثلاثين حتى انعقاد القمة الدورية العربية السنوية العام المقبل دانَ فيه التهديدات تجاه لبنان وما يمكن ان تؤدي اليه. كذلك تبلّغ بوحبيب من نظيره الجزائري احمد العطاف موقفاً يدين التهديدات والدعوة الى التضامن ودعم لبنان لما يتعرّض له من في هذه الفترة الحرجة.

وعلى الصعيد الاوروبي، عقد بوحبيب لقاءات في بروكسل مع مسؤولين في الإتحاد الأوروبي أدرج حصيلتها في سياق متابعة مساعي لبنان لخفض التصعيد وتجنّب حرب واسعة في الجنوب يمكن ان تُنذر بحرب إقليمية مفتوحة. وفي لقاء جَمعه مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن جوزيب بوريل، لمسَ بوحبيب نيّة من الاتحاد الأوروبي ببَذل ما يلزم من جهود تُساهِم في تخفيف التصعيد والتوتر في جنوب لبنان.

والتقى بو حبيب في بروكسل مع سفراء الاتحاد الأوروبي لدول الـ ٢٧ من خلال مشاركته الاستثنائية والنادرة في اجتماع اللجنة السياسية والامنية، حيث تم التداول في الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة وسبل دعم لبنان والجيش اللبناني كما والمبادرات الدبلوماسية القائمة ضمن إطار الحلّ السياسي وخفض التصعيد.

وانتهت المراجع الديبلوماسية الى التأكيد لـ«الجمهورية» انّ لقاءات بوحبيب جاءت في توقيتها عشية الاجتماعات المقررة على مستوى القادة الأوروبيين، فعرض النتائج المتوقعة والتوجهات الأوروبية الشاملة مع المستشارة الديبلوماسية لرئيس الاتحاد الأوروبي ماغدالينا غرونو وتركّز البحث على المخرجات المرتقبة ومواقف الاتحاد الاوروبي تجاه الوضع في الشرق الأوسط وأوكرانيا. واختتم بوحبيب زياراته بلقاء المدير العام لمفاوضات الجوار والتوسيع في المفوضية الأوروبية غيرت يان كوبمان قُبَيل زيارته المرتقبة للبنان خلال الايام المقبلة للبحث في قضايا التنمية والاقتصاد.

الجمهورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى