مساعي التسوية تفشل حتى اللحظة.. اقتراحات وتحركات جديدة!
بالرغم من الخلافات المتزايدة بين دول “اللجنة الخماسية”، وشعور كل دولة بأن توجهها ومصالحها مختلفة عن مصالح الدول الاخرى، الا ان اهتمام جميع هذه الدول بالوضع اللبناني يبقى ثابتة اساسية منذ ما قبل بدء معركة”طوفان الاقصى”، اذ تعمل كل دولة لوحدها، مثل فرنسا وقطر والولايات المتحدة الاميركية على طرح مبادرات والقيام بوساطات من اجل الوصول الى حلول مرتبطة بالاستحقاق الرئاسي والازمة الاقتصادية والحرب العسكرية.
خلال الأيام المقبلة سيظهر ان الرد اللبناني هو رفض ديبلوماسي للورقة الفرنسية اذ ان التعديلات التي ادخلت عليها تبدلها بالكامل، لكن الاكيد أن لبنان يسعى الى التعامل الايجابي مع كل المبادرات وتحديدا الفرنسية وهذا ينطبق على “حزب الله” الذي يرفض بشكل قاطع المقترحات الفرنسية لكن في الوقت نفسه يتعامل بإنفتاح على دور فرنسا في البلد ويشجع باريس على الحضور الدائم في مختلف الملفات.
ترى مصادر مطلعة أن باريس تنسق مع واشنطن في اطار تحركاتها في لبنان، لكن هذا التنسيق يبقى ضمن ضوابط الحد الادنى، اذ في الواقع يوجد خلاف واختلاف في النظرة الى كافة القضايا المطروحة، حتى في مسألة الحرب والاشتباك القائم بين “حزب الله” واسرائيل والدور الفرنسي المتماهي مع المصالح الاميركية والاسرائيلية، تبدو واشنطن صاحبة نظرة اكثر واقعية بالتعامل مع الحدث وهذا ما يظهر من خلال اقتراحات المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين.
وتقول المصادر ان التنسيق الاميركي – الفرنسي سيظهر الى العلن في المرحلة المقبلة، اذ من المتوقع حصول لقاء بين هوكشتاين من جهة والمبعوث الفرنسي جان ايف لودريان من جهة اخرى، وقد يشمل هذا اللقاء نقاشا واضحا حول الاستحقاق الرئاسي اضافة الى التطورات في الجنوب، خصوصا ان الدول الخمسة تجد ان انتخاب رئيس جديد في لبنان هو المدخل الاساسي لحل بعض الازمات ووضع البلاد على السكة الصحيحة، على اعتبار ان وقف الحرب سيتم عاجلا ام آجلا.
امام الاصرار الغربي على ايجاد حلول للازمات اللبنانية يرتفع منسوب الاهتمام السعودي بالساحة اللبنانية اذ عاد السفير السعودي وليد البخاري للتحرك بشكل لافت في المرحلة الاخيرة، ما يوحي بأن الرياض تريد مواكبة اي تسوية او مبادرة جدية قد تطرح خلال الاسابيع المقبلة ولا ترغب بترك الساحة للقطريين والغربيين خصوصا ان الدوحة تعمل بتنسيق كامل مع واشنطن في بيروت، وما يساعدها ايضا هو الدور الذي تقوم به لوقف اطلاق النار في غزة ما يجعلها ، وبشكل طبيعي، تمتلك المبادرة الديبلوماسية في لبنان.
وقد يكون الرهان اليوم على الدور القطري اكبر من اي وقت مضى، واكبر من اي رهان على دور اي دولة اخرى، لذلك فإن الضوء السياسي والاعلامي سيتركز في الايام المقبلة على دور قطر وستحصل زيارات رسمية عدة الى الدوحة بهدف التشاور والتنسيق مع القطريين الراغبين بشكل دائم بحفظ مكانة لهم على الساحة اللبنانية. كثيرة هي المبادرات الخارجية لكن المسلم به بأن الخرق الوحيد الذي يجب القيام به هو وقف اطلاق النار في قطاع غزة المحاصر، ومن ثم يمكن فتح كافة ابواب الحلول والتسويات في لبنان.