محليات

ما السرّ وراء عودة التشدد السعودي ضدّ الحريري وفرنجيّة؟

احتمالان وراء غياب السفير السعودي وليد البخاري عن المشاركة بوفد الخماسية الى بنشعي للقاء سليمان فرنجية كما تفصح عنه فاعليات سياسية.

الاحتمال الاول: حصول تقدم رئاسي في باريس عبرت عنه زيارات سليمان فرنجية ووليد جنبلاط ونجيب ميقاتي وقائد الجيش بالتوازي مع لقاءات فرنسية اميركية بين الموفد الفرنسي لودريان والمسؤول الاميركي وليم بيرنز الذي تولى الملف الرئاسي مؤخرا، وجاءت مقاطعة السفير السعودي الى فرنجية بمثابة رسالة واضحة لباقي اطراف الخماسية وتحديدا الى ماكرون بان الرياض ضد ما يجري في باريس من اتصالات رئاسية ترجح”القبان” لصالح تسويق مرشح المقاومة سليمان فرنجية.

والخطورة في الكلام السعودي حسب الفاعليات، ظهر من خلال عودة المسؤولين في المملكة استخدام المصطلحات الخشبية في وصف حزب الله والتسريب عبر المصادر، انه حزب ما زال مصنف ارهابيا في السعودية ولا يمكن الجلوس معه على طاولة واحدة ولا القبول بمرشحه، هذه اللغة السعودية كانت قد غابت طوال الفترة الماضية بعد لقاء السفيرين السعودي والايراني في بيروت والتقارب بين دمشق والرياض، كما ان الاجواء الايجابية التي اشيعت بعد زيارة الحاج وفيق صفا الى الامارات لم تترجم حتى الان بالافراج عن المعتقلين اللبنانيين وهناك قطبة مخفية في الامر ربما بددت الاجواء الايجابية التي سادت منذ اشهر وترجمتها الرياض مؤخرا بمقاطعة زيارة بنشعي، هذا النهج كان وراء “الدغدغة” السعودية لجبران باسيل من باب الوقوف ضد فرنجية، “على الطريقة اللبنانية” وليس له تفسير اخر؟

الاحتمال الثاني: انزعاج سعودي من العلاقة التي تربط سليمان فرنجية بسعد الحريري، وظهر ذلك خلال تواجد رئيس المستقبل في بيروت بذكرى ١٤ شباط الماضي، وحظي فرنجية بحفاوة في بيت الوسط “قل نظيرها”.

وحسب الفاعليات، فان الرياض عادت الى التشدد في موضوع العلاقة مع سعد الحريري، وغطت كليا الموقف الجنبلاطي بمقاطعته، ووصلت الامور الى حد عدم الاطمئنان من جنبلاط على صحة رئيس المستقبل رغم العملية الدقيقة التي اجراها، كما شهدت العلاقة توترا على خلفية الاجراءات بحق امل شعبان القريبة من الحريري في وزارة التربية، وعندما راجع مسؤول في المستقبل الوزير عباس الحلبي بالامر رد: “القصة عند وليد بيك”.

وحسب الفاعليات ايضا، فان الرد السعودي على الجهد الاماراتي الذي تجدد مؤخرا للعفو عن الحريري كان قاسيا ومتشددا “عليه احكام قضائية” كما لم يتم اي اطمئنان على صحته، وفسرت الفاعليات بان “الزعل” من فرنجية مرده الى رفضه التعامل مع الاشارات السلبية السعودية تجاه بيت الوسط وهذه المسالة لا تمر عند الرياض على خير وسلام مضافا اليها النقزة من التسويق الفرنسي لثنائية فرنجية في بعبدا والحريري في السراي.

وحسب الفاعليات، فان السياسة السعودية باقصاء الحريري رفع منسوب الخلافات السنية في بيروت ودغدغ احلام الوزيرين امين سلام وبسام المولوي وغيرهما بلقب “دولة الرئيس” بتشجيع من الرياض القلقة جدا على ادوارها اللبنانية من باب التقدم الواسع للجماعة الاسلامية الى مصاف الدرجة الاولى في الساحة السنية والوطنية نتيجة دورهم المقاوم في الجنوب وظهورهم كانهم فصيل من حماس، وهذا الامر سيترك مفاعليه على الطائفة السنية ودور الرياض في لبنان.

هذه التعقيدات في المشهد الداخلي وسقوط كل مبادرات الحل في غزة كرس المعادلة الداخلية الطويلة “مكانك راوح” في كل الملفات بانتظار التسوية الكبرى في المنطقة التي لا مكان فيها الا للكبار ومعادلاتهم وشروطهم.

رضوان الذيب – الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى