“وحش تحت الأرض” في لبنان.. إسرائيل تتحدّث عن “مناطق سريّة”
قالت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية إنّ هناك مناطق سرية لـ”حزب الله” في جنوب لبنان تم بناؤها على مدى السنوات الماضية، مشيرة إلى أنّ تلك الشبكة تشمل مخابئ ومستودعات ذخيرة وتتيحُ للحزب حماية أكثر وقدرة على التحرك بخفة وتحديداً في القرى التي ينتمي سكانها إلى “حزب الله“، بالإضافة إلى المناطق المفتوحة التي تنطلق منها الهجمات.
وفي تقريرٍ لها أشارت الصحيفة إلى أنه في تلك المنطقة السرية 7 مواقع قياديّة، وتضيف: “العميد المتقاعد في الجيش الإسرائيلي رونين مانيليس يقول إن الصورة الإستخباراتية الإسرائيلية بشأن العمل السري لحزب الله، جيدة وليست سيئة، في حين أنها مختلفة قليلاً عن منطقة غزة“.
ويلفت مانيليس، بحسب “يسرائيل هيوم“، إلى أنه في غزة، يقع كل شيء داخل منطقة مبنية وكثيفة، ويردف: “أما في لبنان، فإن هناك مناطق مبنية وأخرى مفتوحة وقد بنى حزب الله وحشاً حقيقياً تحت الأرض”.
ويعتقد مانيليس أنّ وجود صورة إستخباراتية جيدة من شأنهِ أن يسمح لإسرائيل بتدريب قواتها بطريقة منتظمة بشأن كل ما يتعلق بجبهة لبنان، معتبراً أنه يجب على إسرائيل معرفة مكان مترو الأنفاق المملوك من حزب الله، وبالتالي استهدافه والإضرار به.
ودعا المسؤول العسكري السابق إسرائيل إلى التحرّك ضدّ “حزب الله“، إذ قد تدفعُ ثمناً باهظاً في المستقبل في حال لم تفعل أي شيء الآن، وأردف: “من ناحية أخرى، لا يمكن لإسرائيل شن حروب لسنوات ضد قدرات العدو لمجرد أنها موجودة. أعلم أنه من الصعب جداً منع العدو من تسليح نفسه بالأسلحة التقليدية، إلا أنه يجب ألا نسمح لحزب الله بالحصول على الأسلحة الدقيقة التي تستهدف الأراضي الإسرائيلية”.
ووجه مانليس انتقادات حادة لـ”السياسة الانهزامية والمذعورة” التي اتبعتها إسرائيل، بحسب قوله، تجاه حزب الله على مر السنين، “سواء في قصة الهجوم في مجدو، أو في قصة الخيم التي نصبها حزب الله عند الحدود قبل نحو عام، وغيرها من الحوادث التي حصل فيها احتكاكٌ بين الحزب وإسرائيل“.
من ناحية أخرى، يتحدّث ضابط مخابرات سابق يدعى يهودا كفير عن الحماية الطبيعية التي تتمتع بها أنفاق “حزب الله” في لبنان مقارنة بأنفاق حركة “حماس” في غزة، ويقول: “تلك الأنفاق قائمة وسط الأحجار الصلبة جداً مثل الحجر الجيري وصخور الدولوميت وأحياناً صخور البازلت. من الصعب جداً على قنابل الطائرات أو المدفعية اختراق مثل هذه المواد. التضاريس في لبنان تؤثر أيضاً على القتال هناك، فهي تتيح لحزب الله إنشاء مواقع نيران بعيدة المدى، محمية ومخفية ومموهة في عمق التضاريس،تطلق منها الصواريخ بشكل مباشر”.
ويقدّر كفير أنه “في حال قامت إسرائيل بشن هجوم ضد لبنان، فإن نموذج الحرب مع حزب الله هناك، سيكون مشابها لمعركة أوكيناوا في الحرب العالمية الثانية، حيث استخدم اليابانيون التضاريس وخطوط التلال التي تم بناؤها في أنفاق عبر الجزيرة”.
وأكمل: “هذا نظام دفاعي جعل من الصعب جداً على الجيش الأميركي غزو الجزيرة، وحتى بعد احتلالها، استمر الجيش الأمريكي في تكبد خسائر فادحة هناك”.
علاوة على ذلك، يقدر كفير أن أحد الأسباب غير المعلنة لإخلاء السكان المدنيين على نطاق واسع من الحدود الشمالية مع لبنان، يتعلق بالخوف من وجود أنفاق هجومية إضافية لم يتم اكتشافها بعد.
ويشكك كافر في مدى استعداد الجيش الإسرائيلي للحرب تحت الأرض في لبنان، ويكرر ويشير إلى أنه “على الرغم من الخبرة المكتسبة الآن في غزة، فإن هناك أموراً مختلفة تماماً بالنسبة للبنان“.