حرق مرشّحين تخريباً لخط بري – هوكستين!
تترنّح مبادرة تكتل الاعتدال على وقع الضربات المتلاحقة التي تتلقاها من أكثر من جهة، فيما الثابت أن ثمّة من يقود عملية لملء الوقت الضائع وإشغال الرأي العام جزئيا بما هو بعيد عن الميني حرب القائمة جنوبا في انتظار انتهاء الحرب في غزة، في موازاة ماكينة سياسية- إعلامية تجتهد في حرق أسماء مرشحين، وآخر ضحاياها المدير العام للأمن العام بالوكالة الياس البيسري والسفير جورج خوري، استباقا لأي تطور على خط رئيس مجلس النواب نبيه بري- حزب الله- المستشار الرئاسي الأميركي آموس هوكستين قد يفضي الى خيار ثالث لا يتوافق ومصلحة ما يعرف بالقوى السيادية.
وليس تفصيلا أن يعلن بري أنه هو الأب الأصلي والبيولوجي لمبادرة تكتل الاعتدال، علما أن كان ثمة اقتناعا مكتوما لدى أكثر من معني بالمشاورات الرئاسية أنه لا يمكن أن تكون تلك المبادرة من بنات أفكار نواب التكتل أو بدفع منهم لجملة أسباب، منها أنهم لم يخوضوا يوما بشيء مماثل، ولا بالعمق الذي أتت عليه المبادرة. الى جانب أن بري كان المسوّق الرئيس لتلك الأفكار والدافع الأكثر تأثيرا لتمريرها في أكثر من اتجاه محلي وخارجي، وهو ما تدركه جيدا قوى وافقت على المبادرة بعد تواصل مباشر مع رئيس المجلس النيابي.
وعلى الرغم من التعثر الذي شاب تحرك نواب الاعتدال، يحاول هؤلاء إبقاءه حيا يرزق، وهو ما يسعون الى تحقيقه في ما سمي بالجولة الثانية التي لم تكن ملحوظة أصلا عند بدء حراكهم. ومن الواضح أن التعثر هو ما فرض الجولة الثانية لزوم تمرير مزيد من الوقت، وهو الهدف الأساس من المبادرة، في انتظار تطورات غزة والمفاوضات على مستوى الإقليم، ومآل مهمة هوكستين المعلقة هي الأخرى على مصير هدنة رمضان المتعثرة.
بالتزامن، يُنتظر ما ستأتي به جولة مرتقبة الأسبوع المقبل لسفراء المجموعة الخماسية على رئيس مجلس النواب والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، علما أن تكتل الاعتدال سبق أن أعلن أن تحركه يحظى بدعم السفراء الخمسة، فيما الراعي أثنى أكثر من مرة على هذا التحرك.
وكانت جهات عدة دققت في ما قيل عن استعداد وزراء خارجية المجموعة الخماسية زيارة بيروت وعقد اجتماعهم المقبل بضيافة المجلس النيابي. لكن عملية التدقيق هذه لم تخلص الى جواب حاسم، فيما تستبعد مصادر معنية إمكان تحقق تلك الزيارة ربطا بأجندة الأولويات لدى كل من الدول الخمس وارتباطها المباشر بحرب غزة ومخاطر تفلتها.