نقاط هوكشتاين مؤجّلة إلى ما بعد غزة
كتبت “الأخبار”:
تترقّب بيروت عن بُعد لون الدخان الذي سيتصاعد من القاهرة والدوحة، حيث تدار المفاوضات بشأن الهدنة في غزة بشقّ الأنفس. وتكثر السيناريوات حيال ما ينتظر جبهة الجنوب التي باتَ ثابتاً أنها ستبقى على اشتعالها ما دامت حظوظ وقف إطلاق النار في القطاع شبه معدومة، فيما بقيت الترجيحات متفاوتة بين استمرار حرب الاستنزاف أو الانفجار الكامل من دون سقوف. لذا تحجب الخشية من شبح الحرب كل المشهد السياسي، بحيث تغيب تماماً القضايا الداخلية، وسطَ تقاطع كل المعنيين والمراقبين على خلاصة واحدة، وهي أن “كل شيء معلّق بانتظار غزة”. وبعد أسبوع على مغادرة المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين بيروت، تراجعت مفاعيل الزيارة التي، وفق المصادر نفسها، “لا يُمكن أن تكون لها أيّ مفاعيل قبل أن تعلن المقاومة الفلسطينية (وليس غيرها) التوصل الى هدنة. ودون هذا السقف، يبقى ما حمله هوكشتاين كلاماً في الهواء وحبراً على ورق”.
وقالت مصادر مطلعة إن “كل ما يُحكى ويناقش ويطرح عديم القيمة، وأي زيارة لن تحمل في جوهرها ما هو جدّي أو قابل لأن يأخذ مساراً تنفيذياً”، إذ إن “لبنان في حال ترقّب لما يجري في فلسطين. وحتى زيارة هوكشتين الأخيرة، سواء أعلِن عن ذلك أو لم يُعلن، كانت مرتبطة بالمسار الغزاوي علماً أنه كان هناك اقتناع لدى الموفد الأميركي بأن الأمور ذاهبة حتماً الى الهدنة أو على الأقل الى خفض التصعيد”، كاشفة أن “ملف الوساطة كلّه معلّق. فليس لدى هوكشتين حالياً ما يضيفه وخاصة بعدَ تعثّر مفاوضات هدنة رمضان، وليس لدى لبنان ما يقدّمه الى الموفدين الغربيين”، مع التأكيد أن “النقاط التي ناقشها هوكشتين يُمكن البناء عليها في ما بعد”.