ما خَفي أعظم
على الرغم من التصريحات المتكرّرة لحزب الله، التي تنفي طموحاته في تغيير النظام السياسي اللبناني أو السعي نحو تحقيق مناصب و مكاسب سياسيّة، تبرز سلسلة من الممارسات والأفعال التي تعكس استراتيجيّة مغايرة. لوحظ أنّ الحزب، على الرغم من نفيه المستمر، يسعى إلى ترسيخ وجوده داخل أروقة الحكم، متّخذاً من مواقع استراتيجيّة—عبر شخصيّات مقرّبة—أداة لتعزيز نفوذه. هذا الاندماج الواضح يظهر من خلال سيطرته على مقاليد الحكومة و وزارات حيويّة، بالإضافة إلى إعاقته لعمليّة انتخاب رئيس الجمهورية حتى تتوافق مع تفضيلاته.
التباين الصارخ بين الخطابات والتصرّفات يكشف عن مسعى محكم للإحاطة بمفاصل الدولة، ممّا يؤدّي إلى إعادة تشكيل البنية السياسيّة اللّبنانية بما يخدم مصالح الحزب بشكل غير معلن. هذا السلوك يطرح تساؤلات جوهريّة بشأن الأهداف الحقيقيّة لحزب الله والتأثيرات السلبيّة المترتّبة على الشعب اللبناني واستقرار الدولة.