بعد موسم صيفي لافت في القطاع السياحي جاءت حرب غزة وما تلاها من مناوشات على الحدود الجنوبية لتقتل الموسم الوسيط أي موسم الخريف، ووسط مخاوف من إنسحاب هذا الأمر على فترة الأعياد إلا أن إيجابية عدم تمدّد الحرب في الجنوب سمح بإنقاذ جزئي للموسم السياحي في هذه الفترة عبر الحجوزات لعدد كبير من المغتربين إلى لبنان لتمضية الأعياد وسط أهلهم.
في هذا الإطار, اعتبر الخبير الإقتصادي أنطوان فرح, أنه “مع مرور وقت طويل نسبياً على بداية حرب غزة, وبقاء الوضع في لبنان مضبوط نسبياً بحرب جزئية في الجنوب فقط وتحديداً على المناطق الحدودية, هذا الأمر شجّع قسم كبير من اللبنانيين المغتربين على تمضية عطلة الأعياد في لبنان”.
وقال فرح: “قسم من اللبنانيين المغتربين قرر تمضية العيد في لبنان وتحديداً لبنانيي الخليح, وجزء من اللبنانيين حول العالم, إلا أن هناك جزءاً آخر قرر عدم المجيء”.
ورأى أن “هذا الأمر إنعكس بطريقة جيّدة, وعوّض هذا الأمر ضرب موسم الأعياد بشكل نسبيّ, بعد أن كان مهدداً بشكّل كليّ, لا سيّما أنه كان هناك خوف من أن لا يأتي أحد من المغتربين اللبنانيين مع بداية الحرب في قطاع غزة, وفي حال تطوّرت الأوضاع على الجبهة الجنوبية”.
وإقتصار الأمر على المغتربين بدون سواح, يساهم إلى حد ما بإنعاش بعض القطاعات السياحية, في حين أن قطاعات أخرى لن تستفيد, منها على سبيل المثال قطاع الفنادق الذي يعتمد على السياح تحديداً, وليس على اللبنانيين.
ووصف إقبال البعض على المجيئ إلى لبنان “بالإنقاذ الجزئي” للموسم السياحي في فترة الأعياد, متمنياً أن تنتهي الحرب بسرعة كي يتم التحضير للموسم الصيفي المقبل بطريقة إيجابية أكثر”.