كتبت لورا يمين في “المركزية”:
في وقت ينشط وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن بقوة على الساحة الاقليمية متنقلا بين عواصمها ساعيا الى منع تمدد الصراع الدائر اليوم في الاراضي المحتلة، الى الجوار، تعزز واشنطن اكثر فأكثر وجودها العسكري في الشرق الاوسط، وذلك للأغراض عينها، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”.
اليوم، وصلت الغواصة الهجومية يو إس إس فلوريدا الاميركية الى الخليج وهي تعمل بالطاقة النووية. اما السبت، فقالت القيادة الوسطى الأميركية في بيان، إن حاملة الطائرات “يو إس إس دوايت أيزنهاور” وصلت إلى الشرق الأوسط، في إطار تعزيز التمركز الإقليمي. وأوضح بيان القيادة أن المجموعة تضم طراد الصواريخ الموجهة “يو إس إس فلبين سي”، ومدمرات الصواريخ الموجهة “يو إس إس غرافلي” (دي دي جي 107) و مدمرة “يو إس إس ميسون” (دي دي جي 87)، والجناح الجوي الناقل 3، مع تسعة أسراب طائرات. وجاء هذا التطور، بعد أن شاركت “يو إس إس دوايت دي أيزنهاور” مع الحاملة “يو إس إس جيرالد آر فورد” (التي أُرسلت ايضا الى الشرق الاوسط غداة طوفان الاقصى) في تدريبات تشمل القيام بمهام الدفاع الصاروخي الباليستي، وعمليات الأمن البحري، والدفاع عن الوحدات ذات القيمة العالية. وشملت التدريبات، وفق شبكة ” سي إن إن” الأميركية، أيضا سفينة “يو إس إس ماونت ويتني”، وهي سفينة قيادة برمائية تعمل بمثابة السفينة الرئيسية للأسطول السادس للبحرية الأميركية، الذي يعمل في المياه الأوروبية، كما انضمت سفينتان إيطاليتان إلى التدريبات.
وفق المصادر، فإن كل هذه التدابير هدفها منع الوصول الى سيناريو انفلاش المواجهات، وهدفها ردع الاذرع الايرانية المنتشرة في الشرق الاوسط، عن اي خطوة تصعيدية في اتجاه اسرائيل قد تتسبب بتوسّع حجم الحرب لتتحول الى مواجهة شاملة. حتى اللحظة، ومع ان الفصائل الممانعة في اليمن والعراق وسوريا تستهدف مراكز اميركية، الا ان هذه الاستهدافات لا تزال موضعية.. وحتى الساعة ايضا، فإن تدخّل حزب الله في الحرب لا يزال بدوره، محصورا بمناوشات عبر الجبهة الجنوبية وتحكمه ما باتت تعرف بـ”قواعد الاشتباك”. وفي وقت يؤكد الحزب ان كل الاساطيل لا تخيفه، فإن المصادر تعتبر ان وجودها في البحر تأخذه الضاحية ومعها ايران، في الاعتبار بقوة، لدى تحديدهما توجهاتهما العسكرية للمرحلة المقبلة. فهما يدركان جيدا ان اي تهديد فعلي مِن قِبَلهما لاسرائيل، سيُقابل برد اميركي قوي وفاعل وقد يُضطر واشنطن الى الانتقال من استخدام “هالة” الحاملات الى استخدامها “عمليا” وعسكريا، وهذا الاستعمال اذا حصل، فسيكون موجعا جدا للحزب وللبنان ككل.. فهل سيبقى الوضع على ما هو عليه اليوم في المنطقة سيما مع تكثيف الولايات المتحدة وجودها العسكري فيها مُراهِنة على معادلة “مزيد من الحضور سيخلق مزيدا من الردع”؟ ام ان حسابات ايران قد تتبدّل وتقرر الانخراط عبر أذرعها في هذه الحرب، سيما اذا شعرت ان مصير “حماس” بات على المحك؟