طبول الحرب أرعبت السواح والمغتربين… إلغاء لكلّ الحجوزات وكارثة سياحية!
كتبت نوال برو في “السياسة”:
تتراجع القدرة الاستيعابية للطائرات المغادرة من مطار بيروت على وقع مناشدات سفارات العالم رعاياها المتواجدين في لبنان المغادرة فورًا كما لا يُخفى أنّ “الوساطات” دخلت على خط تأمين مقاعد على الطائرات إزاء الازدحام المفاجئ.
في الصيف، اعتاد لبنان على ازدحام معاكس في عزّ موسم سياحي صيفي رائع وناجح حقق أرقامًا كبيرة، لكنّ صوت طبول الحرب التي تُقرع جنوبًا بين حزب الله وإسرائيل أرعب السوّاح والمقيمين واللّبنانيين فهمّوا للمغادرة.
ولم يلحق أصحاب المطاعم والفنادق والمرافق السياحية الاستمتاع بما جنوه وحققوه في الصيف ولا الاستعداد لموجة نجاح جديدة في الشتاء حتى جاء خطر الحرب ومعه الانعكاسات السلبية على مصدر رزقهم.
الأرقام التي يحملها رئيس إتحاد “النقابات السياحية” ورئيس “المجلس الوطني للسياحة” بيار الأشقر لنسبة إلغاء الحجوزات إلى لبنان لا تُبشر بالخير بل تُنذر بأزمة كبيرة لا يمكن لأحد تحملّها في ظلّ هذه الأزمة الخانقة.
ويكشف لـ “السياسة” أنّ 99.9 ٪ من الحجوزات إلى لبنان ألغيت بعد تحذيرات السفارات وهي حجوزات لمغتربين وأجانب. لافتًا إلى أنّ “أجواء الحرب تؤثر على المنطقة بأسرها وليس على لبنان فقط، ففي الأردن تراجعت الحجوزات أيضًا وكذلك تراجع عدد السياح في مصر ولكن بنسبة أقل”.
وفي توصيف لوضع السياحة في لبنان, اختصر الأشقر المشهد بـ “كارثي”، فلا حجوزات إطلاقًا ولا سياح.
وصحيح أنّ السياحة الخريفية في الظروف الطبيعية لا تكون في أفضل حالاتها, إلا أنها لا تكون تعيسة في العادة, كما هو الوضع اليوم. وشرح الأشقر أنه “عادةً, الموسم الخريفي هو موسم طبيعي، ليس جيدًا ولا يكون ممتازًا، لأنّ العطلة الصيفية انتهت وبدأ موعد العودة إلى المدارس في مختلف الدول”. وأضاف “في هذه الفترة جرت العادة أن تنشط سياحة رجال الأعمال، ففي لبنان هناك عشرات آلاف الشركات الأجنبية التي يزورها أصحابها الأجانب في هذا الوقت من السنة”.
ولفت الأشقر إلى أنه “مع عودة لبنان للتواجد على الخريطة السياحية الدولية، كان من المقرر أن تزور البلد مجموعات مختلفة لأسباب سياحية، دينية، ثقافية، أو ترفيهية”. فعلى سبيل المثال, كان سيقام ماراثونًا من المفترض أن يستقبل ١٥٠ شخصًا من خارج لبنان، لكنهم جميعًا ألغوا حجوزات سفرهم ومعها ألغيت حجوزاتهم في الفنادق.
أما بالنسبة لموسم الأعياد، فلا يمكن لأحد التنبؤ بما سيجنيه بحسب الأشقر الذي يأمل أن يحمل “بابا نويل” المفاجآت. حيث أشار إلى أنّ “الجميع في حالة ترقب لما سيحصل من أحداث وما ستقودنا التوترات المتلاحقة إليه”. وأوضح أنه “في حال توقفت المعركة الحدودية فـ “سيعيّد” اللّبنانيون المغتربون في لبنان. وفي حال ظلّ الوضع على حاله أو ساء أكثر، فسيغرق لبنان في عزلة سياحية لمدة أطول”.
هذا الوضع غير المستقر أمام عجز لبنان الرسمي عن ضمان أمن البلد أو أن يكون قرار السلم والحرب في يد الحكومة، يضع البلد واقتصاده المنهك وأصحاب المصالح في وضع خطر للغاية يهدد الجميع بأزمة أكبر من تلك التي نتخبط فيها اليوم جميعًا.
وفي صورة التطورات الأمنية، تخشى الدول الخليجية والغربية على مصير رعاياها المتواجدين في لبنان مع إمكانية خروج الوضع عن السيطرة، حيث قامت دول عديدة بتدابير احترازية عبر الطلب من رعاياها تجنب السفر إلى لبنان. كما نصحت الرعايا الموجودين في لبنان بمغادرته قبل تطور الأمور أو حصول أمر مفاجئ. ومن هذه الدول: الكويت، السعودية، سلطنة عمان, ألمانيا، الولايات المتحدة، فرنسا، كندا، بريطانيا، أستراليا، أوكرانيا، هولندا، وبلجيكا.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل قامت شركات طيران بإلغاء رحلاتها إلى لبنان ومنها الخطوط الجوية السويسرية و«لوفتهانزا» الألمانية كما سحبت شركة طيران الشرق الأوسط طائراتها من مطار بيروت إلى قبرص وتركيا مع وقف خدمات التأمين ضدّ الحرب على هذه الطائرات.