طهران وحزب الله يراهنان على تراجع إسرائيل والتفاوض مع أميركا
على أكثر من خط تواكب إيران الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ما بعد عملية طوفان الأقصى، وهي لا تزال تنظر إلى نفسها على أنها الرابح الأكبر مما يجري، ولذلك تدير المعركة بروية وهدوء.
وبعد جولة وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، وتهديداته المتوالية حول نفاد الوقت، شنّت فصائل موالية لإيران في الأيام القليلة الماضية، هجمات في العراق وسورية واليمن، اعتبرها البعض رسالة إيرانية مباشرة الى الأميركيين، تهدد بفتح جبهات متعددة في حال توانت واشنطن عن الضغط على إسرائيل لوقف الحرب على غزة.
وفي ظل ترقب لما سيفعله حزب الله مع استمرار المواجهات على جبهة جنوب لبنان، رأى البعض أن رسالة إيران من هذه الهجمات التي شارك فيها الحوثيون للمرة الأولى، مفادها بأن المعركة الأساسية هي مع واشنطن وليس مع إسرائيل، وكذلك المفاوضات الأساسية ستكون مع الأميركيين لا الإسرائيليين.
وهناك قناعة بدأت تتعزز لدى إيران وحزب الله، بأن تل أبيب لن تتمكن من تدمير حركة حماس عسكرياً، ولا القيام باجتياح بري لغزة، ولا تهجير الفلسطينيين، بالتالي يجب الانطلاق إلى مسار جديد من المفاوضات خارج هذه الأهداف، وأن يواكب حزب الله ذلك على الجبهة في جنوب لبنان من خلال الاستمرار في توجيه الضربات، بدون توسيع نطاق الحرب أو المعركة.
وقرأ حزب الله مؤشرات التراجع الإسرائيلي بين سطور الخطة العسكرية التي تحدث عنها وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت، التي تتألف من 3 مراحل، الأولى استخدام النيران بقوة، والثانية تخفيف القتال والتركيز على عمليات الاغتيال، والثالثة إلغاء أي ارتباط بغزة.
وهذا يعني بحسب الحزب تراجعاً إسرائيلياً عن فكرة الاجتياح البري واحتلال القطاع وتهجير الفلسطينيين وكسر «حماس» نهائياً، بالتالي تراجع عن تخطي كل الخطوط الحمر التي وضعتها إيران للتدخل.
التحدي الأساسي المطروح أمام اسرائيل هو ماذا بعد انتهاء العملية العسكرية في غزة؟ كيف سيتم ترتيب وضع غزة؟ وأي سلطة ستديرها في ظل رفض إيران ومحورها أن تتسلم السلطة الفلسطينية الإدارة في القطاع؟ تبقى هذه الأسئلة من دون إجابات واضحة، لكن ما جرى في غزة، أثبت مرة جديدة عمق خطوط التواصل، وصلابة خطوط التفاوض المفتوحة بين إيران والولايات المتحدة وهو تفاوض لم يسقط ولا يبدو أن أحد الطرفين يريد له أن يسقط أو ينتهي. وبالتالي فإن المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن ستشكل المدخل الأساسي للتفاوض الإيراني ـ الأميركي.
منير الربيع -الجريدة الكويتية