تشهد بعض المناطق اللبنانية حركة قدوم للأهالي من الجنوب والضاحية الحنوبية، منذ اندلاع الحرب في غزة يوم السابع من الجاري وبدء التوتر على الحدود الجنوبية والقصف الاسرائيلي الذي يطال القرى اللبنانية الحدودية، والذي لا يوفّر حتى المنازل ويستهدف بعضها بشكل مباشر، كما حصل في شبعا ما أدى الى استشهاد مسنٍّ وزوجته.
وتشكّل مناطق الجبل في الشوف وعاليه والمتن الشمالي وكسروان، وجهة أساسية لأبناء الجنوب الذين يلجأون إلى استئجار شقق سكنية أو الحجز في فنادق هذه المناطق من فئة 4 نجوم وما دون.
ولعبت المواقف السياسية الحاضنة، لا سيما من قبل النائب السابق وليد جنبلاط، دوراً في تشجيع الجنوبيين على التوجّه الى قرى الجبل أكثر من مناطق أخرى، خصوصاً أن عملاً لوجيستياً تشهده هذه المناطق بإيعاز من جنبلاط تحسّباً لأيّ طارئ قد يجبر الجنوبيين على النزوح بموجات كبيرة. كما كان لافتاً التعميم الصادر عن شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى بهذا الخصوص.
وعلى هامش هذا النزوح، علم موقع mtv أن أسعار الإيجارات في هذه المناطق ارتفعت بشكل كبير جداً، إن كان على مستوى الشقق السكنية أو الغرف الفندقية، ويتراوح الإيجار بين ألف وألف 500 دولاراً، مقابل شقة كان يتراوح إيجارها بين 250 و400 دولاراً. مع الإشارة إلى أن بعض الشقق تُحجَز من دون الانتقال اليها من باب الحيطة والحذر.
واللافت أن صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تزدحم بشقق معروضة للإيجار في الكثير من المناطق، وينشط السماسرة على الخط.
صحيح أن الحرب لم تتوسّع بعد في الجنوب، إلا أن الاحتمالات تبقى قائمة ولا شك أن فتح جبهة لبنان سيكون لها تداعيات كارثية، وغالباً ما يدفع ثمنها المدنيّون والأهالي الذين يصبحون بلا مأوى. الامر الذي يستدعي استنفاراً رسمياً تحسّباً لأيّ تطورات.
المصدر: mtv