حرب غزة قد تجر الى تسويات اقليمية… ملف لبنان في الثلاجة
كتب يوسف فارس في “المركزية”:
اذا كانت بعض المستويات السياسية قد قاربت ما قاله الموفد الرئاسي الفرنسي الوزير جان ايف لودريان حول ان خطوته المقبلة ستتم بالشراكة مع الدول الشريكة الاساس للبنان كونها ممهدة للقرار الدولي او بندا تنفيذيا له، الا ان احداث غزة قلبت المعطيات والاولويات وغيبت ولا شك مثل هذا القرار الدولي بحسم الملف اللبناني واخراج لبنان من ازمته، حيث ان لا مؤشرات توحي بذلك باعتبار ان اولويات الدول واهتماماتها وتحديدا قطر باتت بعيدة عن النطاق اللبناني. وعليه، فإن واقع لبنان سيبقى ضمن المراوحة السلبية في التناقضات والتوترات السياسية والتصعيد الى امد بعيد. وتبعا لذلك فان انتظارنا لمساعدة خارجية جدية سيطول.
الا ان العامل المتصل بالتطورات الاقليمية الدولية المتسارعة وخصوصا على الخطين الاسرائيلي – الفلسطيني والاتفاق النووي الاميركي-الايراني يؤكد بلوغ الاتفاق عاجلا ام اجلا حول هذه المواضيع. ومن شأن ذلك ان ينسحب ايجابا على اكثر من ساحة في المنطقة. ولبنان لن يكون خارجها واهم ثماره تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية.
النائب التغييري ياسين ياسين يقول لـ “المركزية” : طبيعي ان تحجب الاحداث في فلسطين الاهتمام بالملف اللبناني لبعض الوقت في انتظار جلاء الامور والحرب الطاحنة التي يشنها العدو الاسرائيلي على قطاع غزة لتدميره وتجويعه وسط سكوت العالم الحر عن هذا الظلم بحق الشعب الفلسطيني رغم اعترافه بدولة اسرائيل وقبوله بما يعرف بحل الدولتين. ولا شك في ان الظلم يولد الانفجار على ما نرى اليوم، وقد استطاع المقاوم الفلسطيني المسلح بأبسط العتاد التغلب في كثير من المحطات والدوائر على الترسانة العسكرية الاسرائيلية حيث كان الجنود الاسرائيليون يفرون هربا من امام الشباب الفلسطيني المنتفض على الحصار والقهر والبطالة.
ويتابع : الوضع اللبناني بات في الثلاجة والله يسترنا من الايام المقبلة، إذ ان المظلومية كبرت وكل شيء بات مباحا. بالامس موازنة غير دستورية احالتها الحكومة الى المجلس النيابي وتريد منا اقرارها . المجلس النيابي عاجز للشهر الحادي عشر عن القيام بأبسط مهامه وهو انتخاب رئيس للجمهورية. منظومة حاكمة ومتحكمة بأمور البلاد والعباد ، ماضية في سرقة البلد رغم انين الناس الموجوعة العاجزة عن الاستشفاء وسد جوع اولادها وتعليمهم.
ويختم لافتا الى ان احداث غزة قد تجر الى حلول او تسويات على الاقل في المنطقة، ونتمنى ان تشمل لبنان لاخراجه من الازمة التي يتخبط فيها قبل الانفجار كون ظلم اهل القربى وطأته اشد.