“دعشنة” طرابلس لتسطير بطولات وهمية وإشعال الأرض “رئاسيًا”
جاء في “المركزية”:
هي عروس ثورة تشرين الأول 2019 التي أبهرت اللبنانيين وسددت أهدافا مباشرة في مرمى المراهنين محليا وإقليميا على تحويلها إلى بؤرة صراعات. وهي أيضا البقعة الأكثر فقراً على ساحل البحر المتوسط ومرتع أغنى أغنياء العالم ومسقط رأس رؤساء حكومات حاليين وسابقين ووزراء ونواب. لكنها أيضاً الأرض الخصبة لإنتاج مجموعات إرهابية من صنع “مجموعات” منظمة ومعروفة، وتفجير الساحات داخليا لتغيير الخارطة السياسية.
هي عاصمة الشمال طرابلس. لكنها ليست بأحسن حال ليس اليوم وحسب إنما منذ الإعلان عن توقف المعارك بين جبل محسن وباب التبانة بعد 21 جولة قتال. لكن ما يحصل اليوم على الساحة الأمنية في طرابلس مع ارتفاع منسوب الكلام عن دخول مجموعات إرهابية لا يبشر بالخير ويطرح أكثر من علامة استفهام عن دور الأجهزة الأمنية في ضبط عقارب الساعة داخل المدينة قبل أن تخرج الأبواق المعتادة على نغمة”لو كنت أعلم”.
نبدأ مما كتبه النائب السابق مصباح الأحدب أمس حيث أكد أن أي اعتداء “داعشي” في طرابلس أو في المناطق المسيحية يتحمل مسؤوليته حزب الله والأجهزة الأمنية، كاشفا أنه يتم التحضير لمشروع خبيث للتحريض على شبابنا”. وسأل الأحدب:” أين الأجهزة الأمنية من اعتقال الداعشيين الذين يدخلون إلى لبنان من مناطق النظام السوري؟ هناك اجتياح مفتعل لضعضعة الوضع في لبنان والنزوح بات يشكل خطرا على لبنان. وأسال نواب طرابلس لماذا الصمت المريب؟”.
أن يطلق نائب طرابلسي سابق هذه الصرخة ويحذر من خطورة الوضع يؤكد أن المستور لم يُكشف بعد “لأن الهدف معروف وهو تشويه سمعة مدينة طرابلس وتصويرها على أنها بؤرة الإرهاب” يقول النائب مصباح الأحدب لـ”المركزية”. ويضيف” إذا سلمنا أن هناك مجموعات “داعشية” تدخل مدينة طرابلس عبر الحدود فمن يضبط هذه الحدود غير الشرعية ؟ أليس حزب الله وجماعاته ؟ ثم كيف يمكن لمجموعات إرهابية أن تجتاز نقاط التفتيش والحواجز الأمنية التابعة للأمن العام وأمن الدولة والجيش اللبناني وتصل إلى مدينة طرابلس من دون أن يتم توقيفها؟ ما يحصل في مدينة طرابلس أقرب إلى خطة ممنهجة يديرها حزب الله بهدف خلق أجواء من الذعر لدى باقي الطوائف وتحديدا المسيحية والدرزية وتصوير البيئة السنية في طرابلس على أنها حاضنة للداعشيين”.
ما لا يقبل الشك أن كل الأوراق باتت مكشوفة ولن نسكت بعد اليوم يقول الأحدب، لذلك “المطلوب فتح التحقيق بما يحصل في طرابلس لجهة توريط شبان من قبل أجهزة أمنية معروفة وتوقيفهم بتهمة الإرهاب لاحقا، ووضع حد لكل هذه الممارسات التي باتت مكشوفة، وإعادة تحريك عجلة الإقتصاد خصوصا أنه توجد في طرابلس مرافق حيوية تساهم في تشغيل عدد كبير من اليد العاملة الطرابلسية، لكنها تعمل لحساب عدد من الزعماء والسياسيين وبالتالي لا يستفيد منها إلا جماعاتهم.
السؤال الذي يطرح ، لماذا طرابلس تحديدا؟ ” لأن زعماء المدينة اعتمدوا سياسة “استزلام” شبابها وباتت المجموعات التابعة لكل زعيم سياسي تعتاش مما يقدمه لها من راتب وخدمات. ومع توقف هذه الخدمات كان من الطبيعي أن يلجأ هؤلاء الشبان الذين وجدوا أنفسهم من دون عمل ولا ضمانات إلى “الحزب” الذي اخترق البيئة السنية الأكثر فقرا بهدف استغلال الوضع المعيشي المزري “. ويختم الأحدب ” حزب الله يسعى لخلق وضع أمني لتغيير المعادلة السياسية تماما كما حصل في 7 أيار بس ما بقا فينا نكمل هيك ولن نقبل بتوريط شباب طرابلس بعد اليوم”.
“كل ما يكون عنا إستحقاق رئاسي بتكون فشة الخلق بطرابلس. بيحركوا الجماعات الإرهابية اللي هني بيخلقوا وبيولعوا الأرض للذهاب إلى مؤتمر إقليمي أو دولي وتسمية الرئيس” هكذا يختصر مدير عام مركز سيدار للدراسات القانونية والمدافع في مجال حقوق الإنسان محمد صبلوح الوضع في طرابلس، مستندا على جملة وقائع موثقة بالأدلة والأسماء ويقول”القصة تبدأ باتصال عبر وسائل التواصل الإجتماعي وأشخاص ينتحلون صفة عناصر تنتمي إلى خلايا إرهابية في حين يكون المتلقي شاب من بيئة معدمة ويعيش في ظروف إجتماعية بائسة . وبعد إقناعه بالذهاب إلى سوريا أو العراق للقتال في مجموعات تابعة لخلايا إرهابية مقابل مبالغ مالية طائلة يقع ضحية عملية استدراج ويتم التحقيق معه في ظروف غير إنسانية”.
وكأن المطلوب إيجاد بيئة مهيأة لإنتاج مجموعات إرهابية غب الطلب، يضيف صبلوح مستذكراً واقعة الـ11 ألف وثيقة اتصال غير القانونية التي ألغاها مجلس الوزراء عام 2014 برئاسة تمام سلام آنذاك بموجب مرسوم ووقع عليه وزير العدل في حينه اللواء أشرف ريفي . إلا أن الأجهزة الأمنية لم تلتزم بالقرار ولا تزال الوثائق مفتوحة وجاهزة لفتح ملفات شبان مطلوبين غب الطلب وهذا ما لن نقبل به بعد اليوم”.
قد لا تكون طرابلس وحدها الساحة المهيأة للمجموعات الإرهابية “لكنها الأكثر جهوزية نظرا إلى الواقع الإجتماعي المأساوي. أبعد من ذلك يتابع صبلوح، هناك من يريد “دعشنة ” طرابلس وتصوير عروس الثورة أنها المكان الأكثر خصوبة لإنتاج مجموعات إرهابية بهدف نيل رضى المجتمع الدولي الذي يفترض أن هذه “المجموعات” تحارب الإرهاب في حين أنها تعمل على استدراجهم وإيقاعهم في أفخاخ مجموعات إرهابية”.
ويختم بسؤال عن الجهات التي تسمح لهؤلاء”الداعشيين” بالتسلل عبر المعابر غير الشرعية ومن يمسك بها. المسألة لا تحتاج إلى تحقيق لأنهم معروفون سواء من قبل الأجهزة الأمنية والجيش اللبناني وكذلك لدى الرأي العام المحلي والمجتمع الدولي. أما إذا أرادوا أن يسطروا بطولات وهمية على حساب مستقبل شباب طرابلس نقول لهم القصة باتت مكشوفة والأبواق المأجورة التي تعبد الطريق لإشعال معركة باتت معروفة ولن نسكت بعد اليوم”.