كتبت ميريام بلعة في “المركزية”:
انتهت اليوم مهلة تقديم العروض لدورة التراخيص الثانية التي تشمل البلوكات الباقية وأبرزها (5 و6 و8)، وأعلنت وزارة الطاقة والمياه – هيئة إدارة قطاع البترول في بيان رسمي أنه “في الثالثة من بعد ظهر اليوم وقبل ساعة واحدة من انتهاء موعد تقديم الطلبات للإشتراك في دورة التراخيص الثانية، تقدّم الائتلاف المكوّن من “توتال إنيرجيز” الفرنسية و”إيني” الإيطالية و”قطر للطاقة” بطلبَي اشتراك في دورة التراخيص الثانية للمزايدة على الرقعتين ٨ و ١٠ في المياه البحرية اللبنانية”.
وكَثُرت القراءات والتحاليل وآراء أهل القطاع وسواهم، ممجوجة بالمخاوف والقلق من أن أي تلزيم للبلوكات البحرية قبل صدور نتائج الحفر والاستكشاف في البلوك رقم 9، هو إجحاف في حق لبنان لأن في ضوئها تصبح الظروف والشروط اللبنانية أقوى إذا تحقق مخزون تجاري واعد!
لكن في السياق ذاته، هناك تحليل آخر للموضوع معاكس كلياً لهذه النظرية.
إذ يرى أحد الخبراء في قطاع الطاقة لـ”المركزية”، أن “للبنان استراتيجية خاصة في هذا القطاع ومن السيّء القول إن لبنان تسرّع في عدم التمديد مرة أخرى لدورة التراخيص الثانية. فهناك مسار طويل من التعاطي يمضي به لبنان مع الشركات العالمية، وبالتالي إن لبنان على بيّنة من توجّه الشركات ومدى اهتمامهم بدورة التراخيص الثانية خصوصاً وقطاع النفط عموماً، علماً أن دورة التراخيص الثانية مفتوحة منذ العام 2019 أي منذ أربع سنوات، وهذا ليس دليل صحة”.
ويكرّر الإشارة إلى “إقفال دورة التراخيص الثانية اليوم، وستكون هناك عروض مرتبطة ببلوكات محدّدة في البحر. فما الأفضل هنا: انتظار نتيجة عمليات الحفر والاستكشاف، أم أخذ العروض لدرسها؟ علماً أن التلزيم لم يتم بعد، أي لم يُعطَ حتى الآن أي حقوق بترولية، فالمجال لا يزال مفتوحاً… من هنا، إذا أُقفلت الدورة الثانية بعروض مقبولة فهذا لا يعني أنه لا يحق لدولة في التفاوض لتحسين الشروط”.
ويقول: اليوم إذا كان هناك عارض وحيد، فمن حق الدولة اللبنانية أن تفاوض، إما تقبل العرض أم ترفضه، فالأمور لا تزال تحت السيطرة، ولا داعي لإطلاق الشكوك والتحاليل، وبالتالي ليس هناك أي تسرّع في هذه الخطوة بحسب الخبير. وفي حال حصول اكتشاف في البلوك 9 فيمكن أن يستقطب لبنان شركات إضافية لبلوكات أخرى مما يعزز روح المنافسة ويؤمّن شروط أفضل للدولة اللبنانية.
ويشير إلى أن “الموضوع ليس في اتجاه واحد، فلبنان يسارع إلى تلقف الفرص العالمية لاستقطاب الشركات العالمية المهتمة. لا يمكن بعد الآن هدر الوقت وإضاعة الفرص في الانتظار والترقب… فهناك شركات مستعدة للتقدّم بعرض تلزيم أي بلوك بالشروط الموجودة حالياً، وعلى لبنان التمسّك بهذه العروض. لكن هذه الأخيرة لا تعني تلزيمها بشروط بخسة أو غير مناسِبة…!”.