الحلبي: مُتمسّكون بإنقاذ المدرسة الرسميّة
دشّن وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي مبنى ثانوية ومتوسطة بيت شباب الرسميتين، يرافقه المدير العام للتربية عماد الأشقر ورؤساء الوحدات الإدارية والتربوية والثقافية والهندسية والفنية في الوزارة والمنطقة التربوية، بحضور رئيس البلدية الياس الأشقر والهيئة الإدارية والتعليمية وفاعليات المنطقة.
بعد النشيد الوطني وعروض رياضية فنية، تحدّث كل من مديرة المتوسطة كريستيان بو سابا والثانوية الأب يوسف أبو أنطون، عن “التمسك بفتح المدارس الرسمية وتقديم أفضل مستويات التعليم خصوصاً في هذا المبنى الجميل الذي شهد عملية ترميم شاملة وإضافة أقسام وطاقة شمسية تغطي كل الإحتياجات للإنارة والتشغيل”. ودعوا الأهالي إلى “الإفادة من التعليم الرسمي وبناء مستقبل مميز لأولادهم”.
بعد ذلك، شكر الحلبي رئيس البلدية على “تعاونه مع المدرسة الرسمية واحتضانها لسنوات ومتابعة الترميم والتجديد والتجهيز”، مؤكداً أن “أسرة المدرسة والثانوية والأهالي والتلامذة يستحقون الدراسة والعمل في هذا المبنى الجميل والمجهز والملون بأجمل الألوان مما يوفيه بيئة صحية وملائمة للدراسة”.
ودعا رؤساء البلدية إلى أن يحذوا حذو رئيس بلدية بيت شباب في كل تقديماته، وقال: “أمامنا مسؤوليات كبرى تجاه الأسرة التعليمية والتلاميذ، وأظهرت نتائج الثانوية العامة أن تلامذتنا في مستوى جيد، فيما تنفق مدارس خاصة كبيرة أموالا طائلة ولم يكن تلامذتها على مستوى هذا الإنفاق”.
وأضاف: “إن وجع أهل التربية وموظفي الدولة كبير جدا. والوضع لم ينبئ منذ نحو سنتين وأكثر أننا في طريق الخلاص، لكننا نتراجع نتيجة تداعيات الأزمة. لكن لدينا الأمل رغم المشهد القاتم”.
وشدّد على “التمسك بالتعليم الرسمي والحفاظ عليه وإنقاذ المدرسة الرسمية، فهي مسؤولية الجميع وليس وزارة التربية وحدها، لأن الأمر يفترض توفير الأموال”.
وقال: “لقد سعينا مع مجلس الوزراء ونجحنا في تخصيص إعتماد سيصبح في وقت قريب جدا في حساب وزارة التربية لجهة القسط الأول، ومن المفروض أن نتسلم القسط الثاني بعد شهر والثالث من بعده، مما يؤمن إنتاجية المعلمين والهيئة الإدارية لثلاثة أشهر على الأقل أي نحو خمسة آلاف مليار بتصرّف الهيئات التعليمية والإدارية في المدارس والهيئات والجامعة”.
وأضاف: “هذا يثبت وجود نية ورغبة لدى مجلس الوزراء لتوفير مُستلزمات العام الدراسي، فإذا استمرت الحكومة بالدفع سنتابع وإذا توقفت لأي سبب فالأموال ليست في التربية إنما في المالية، لذلك، أدعو الحكومة لتشرّف تعهداتها لكي ننجز سنة دراسية جيدة. لقد إقترح علينا المركز التربوي سنة تعويضية، ولو كانت الأموال متوافرة لكنا سرنا بالإقتراح والبرنامج، وربما نتمكن إجراء مراجعة لتعويض بعض الفاقد التعلمي”.
وختم: “نشكر المهندسين وعلى رأسهم مايا سماحة، والمنفذين والإستشاريين على التنفيذ والألوان المتناسقة، والبنك الدولي فقد استثمرنا المال في التعليم ولم ننفقه فقط. وإن بيت شباب تستحق مثل هذه المدارس الجميلة”.
وانتقل الحلبي والوفد إلى متوسطة أنطلياس الرسمية، حيث كان في استقباله رئيس البلدية إيلي أبو جودة ومديرة المدرسة لودي سعد وفاعليات المنطقة وأسرة المدرسة والمدارس المجاورة.
وبعد جولة في أرجاء المبنى وتفقد الصفوف والتجهيزات، أقيم إحتفال أكدت خلاله مديرة المدرسة “التزام أفراد الهيئة التعليمية بالتدريس وإعطاء أفضل مستوى من التعليم”، شاكرة “الوزير والإدارة والمانحين على هذا الإنجاز وهذا التحول في المدرسة”.
بدوره، قال وزير التربية: “هذه المدرسة في منطقة أنطلياس تحمل تراثا وتاريخا عريقا من مغارة أنطلياس وعامية أنطلياس، والحركة الثقافية في أنطلياس، وتاريخها الثقافي العريق في العلم والإنفتاح. لذا فإن تكريمها بمدرسة جميلة هو اعتراف لما لها من ركائز مهمة في مجتمعنا”.
وأضاف: “حريصون على مدرستنا الرسمية وعلى المعلمين والعاملين فيها، وإنني كوزير للتربية مع المدير العام وكل فريق الوزارة نقف في الصف الأول للدفاع عن حقوق المعلمين، لا أحد يلعب هذه اللعبة ليجعل الوزارة في موقع المواجهة مع المعلمين لأنه بالتأكيد سيفشل”.
وتابع: “ان مهامنا هي تأمين الجو المناسب للتعليم الرسمي، وعلى الرغم من الأشياء التي تحققت سنراقب تنفيذ الأمور التي وعدونا بها، في ما يؤمن للمعلمين حقوقهم الدنيا، أي الحد الأدنى الذي يمكن المعلم من العيش الكريم والوصول إلى المدرسة. فإما أن ننجح وننقذ التعليم الرسمي وإما أن نفشل لا سمح الله وستكون التداعيات على التعليم الرسمي كبيرة عندها. لذلك نناشد أهل السلطة والحكومة، التضامن للحفاظ على التعليم الرسمي”.
وأردف: “آمل أن تعي الجهات المانحة دقة ما نقوله، لأن هذه السنة أصبحت الظروف أكثر تعقيدا من سابقاتها. إن وزارة التربية تقوم بإصلاحات على الرغم من كل الظروف السيئة والإنسداد في الأفق. إنها مناسبة للفرح ونأمل أن ندشن ونفتتح صروحا جديدة”.
وختم: “مبروك لمتوسطة أنطلياس، فالأساتذة والأهالي والتلاميذ يستحقون كل ما هو جيد. وأشكر الفريق الهندسي والتنفيذي والإستشاري على هذه النتيجة، وأقدر عاليا جهود المعلمين الذين تحملوا الورشة وحصلوا على نتيجة جيدة”.
