قائد فيلق القدس زار “السيّد” مرتين حاملاً عرضاَ صينياً!
أكد مصدر في «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني أن قائد الفيلق، اللواء إسماعيل قآني، زار لبنان والتقى الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، في منطقة البقاع، قبل توجّهه إلى شرق سورية، حيث أشرف على مناورات لقوات موالية لإيران وأخرى مشتركة مع الجيش السوري، تحسّباً لاحتمال قيام إسرائيل بعمل عسكري، يهدف – بحسب تقديرات إيران – إلى عرقلة مسار المفاوضات الإيرانية ـ الأميركية، بعد نجاح البلدين في إتمام صفقة تبادل السجناء، التي تضمنت أيضاً الإفراج عن أرصدة مالية إيرانية، وكذلك لمواجهة ما يتردد عن مشاريع أميركية لإغلاق الحدود العراقية ـ السورية.
وأشار المصدر إلى أنه يُحتمل أن يعود قآني مجدداً إلى بيروت لإجراء محادثات مع الأمين العام لحزب الله، تتناول خصوصاً مشروعاً لتأسيس شركة أمنية تضم مقاتلين من العراق ولبنان وسورية، وتشرف عليها إيران، تهدف إلى حماية الشركات الصينية العاملة في العراق وسورية، حيث يتوقع أن تزيد بكين استثماراتها، خصوصاً في مجال استثمار النفط والغاز من الشواطئ السورية، وذلك بعد زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الصين.
ولفت إلى أن عودة قآني إلى لبنان مرتبطة بنجاح الأسد في الحصول على موافقة مبدئية من نظيره الصيني شي جينبينغ، كي تستثمر بلاده في مجال استخراج النفط والغاز من الشواطئ السورية، إضافة إلى الاستثمار في مشاريع اقتصادية أخرى.
وأوضح أن إحدى المشاكل التي لطالما واجهها الصينيون في استثماراتهم بالعراق هي قيام بعض الميليشيات المتفلّتة بمهاجمة المصالح والعمال والمهندسين الصينيين، وأن هناك تخوفاً صينياً من مواجهة نفس المشكلة في سورية، وبالتالي، فإنّ تأسيس هذه الشركة سيخدم المصالح الصينية والإيرانية والسورية، وحتى اللبنانية، خصوصاً بعد توقيع اتفاق سكة حديد الشلامجة – البصرة، مما سيفتح الطريق من الصين إلى إيران، وصولاً إلى البادية السورية، ثم البحر المتوسط.
إلى ذلك، كشف المصدر أن قآني طلب خلال زيارته إلى شرق سورية، رصد أي تحركات للمجموعات الكردية الإيرانية المعارضة التي أبعدتها السلطات العراقية عن الحدود مع إيران بموجب الاتفاق الأمني الموقّع بينهما، والذي انتهت مهلة تنفيذه قبل أيام.
وتتخوف طهران من أن تتمكن هذه المجموعات من التسلل إلى سورية عبر منطقة مثلث التنف بين العراق وسورية والأردن، والذي تمسكه أمنياً وعسكرياً القوات الأميركية أو عبر المناطق التي تسيطر عليها قوات «قسد» الكردية.
وذكر المصدر أن أحد كبار الضباط الروس في سورية رافق قآني للتعرف على عدد من قادة الفصائل الموالية لإيران للتنسيق معهم مستقبلاً، خصوصاً أن هناك مؤشرات لنجاح المبادرة الإيرانية لانسحاب القوات التركية من شمال سورية، وأنه في المرحلة الأولى ستكون هناك حاجة إلى انتشار القوات الموالية لإيران للمساهمة في مسك الأرض إلى جانب الجيش السوري. إلى ذلك، قال الجيش اللبناني إنه أطلق الغاز المسيّل للدموع على قوات إسرائيلية على الحدود أمس، رداً على هجمات بقنابل دخان أُطلقت على قواته، غير أن إسرائيل قالت إن الجانب اللبناني هو مَن بدأ الاشتباكات. وتصاعد التوتر على الحدود هذا الصيف مع إطلاق صواريخ على إسرائيل خلال تصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ومواجهات جماعة حزب الله اللبنانية أو أنصارها مع القوات الإسرائيلية.
الجريدة