معلومات صادمة حول اشتباكات عين الحلوة
إشتباكات أدت الى سقوط سبعة عشر قتيلا وإصابة مئة، شل مدينة بأمها وأبيها، وتقطيع أوصال الجنوب ببيروت، على مدى أربعين يوما، بين محوريْن: الأوّلُ ويمثلُ حركة فتح المنضوية تحت السلطة الفلسطينية الرسمية، والثاني الي يمثل جماعتيْ “جُند الشام” و “الشباب المُسلم”، وهما بحسب ما تعرف عنهم “فتح”، بأنهم جماعة متشددة، وتصفهم بـ”المجموعات الإرهابية”، وتتهمهم بتجارة المخدرات واغتصاب الأطفال..
ولكن، لماذا الإشتباكات؟ أين حقيقتها؟ ولماذا لم ولن تنتهي؟
وحول المعركة وتفاصيلها الدقيقة، رأت مصادر حزبية لبنانية رفيعة، على علاقة متواصلة مع مختلف الفصائل الفسطينية، أن قصة الشرارة الأولى في عين الحلوة انطلقت من جنين، حيث شنت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية حملة اعتقالات استهدفت كوادر من حركة الجهاد الإسلامي بالمحافظة الفلسطينية (جنين)، وخصوصا في بلدة جبع، شملت نشطاء بارزين منهم عيد حمامرة، محمد علاونة، محمد ملايشة، مؤمن فشافشة، عماد خليلية. واعتبرت الحركة حملة الاعتقالات “جريمة مرفوضة وطنيا وأخلاقيا، بحق الشعب ومقاومته” كما قالت “الجهاد الإسلامي” إن السلطة الفلسطينية رفضت الإفراج عن نشطاء من مقاومي سرايا القدس كانت اعتقلتهم منذ أيام.
القرار الإسرائيلي الفتحاوي
وكشف المصدر أن السر هناك بقرار صدر عن السلطة الفلسطينية بإملاء من العدو الإسرائيلي، بفرض سلطة الرئاسة الفلسطينية على كافة البقع التي تسيطر عليها حركة فتح، وفرض رأي السلطة بحل الدولتين وتقبل وجود الدولة الإسرائيلية الى جانب الدولة الفلسطينية، وينص الإتفاق، بحسب المصادر، على أن يتم اعتقال كل مؤثر على القرار الفلسطيني الإسرائيلي، في فلسطين، و”التخلص” من المؤثرين على هذا القرار في الشتات، أي في مخيمات الفلسطينيية خارج فلسطين، ومنها لبنان، وغير لبنان.
من هنا، صدر قرار السلطة الفلسطينية السري، بحسب المصادر، بتصفية عدد من قادة حركة حماس والجهاد الإسلامي في لبنان، وخصوصا المؤثرين على الأجيال الصاعدة، ومن هؤلاء المؤثرين المقربين من حماس والجهاد، ما ظهر مؤخرا في صيدا تحت اسم “الشباب المسلم”. وإذا كانت “فتح” تعاني من التشظّي، وتبقى على ما هي، إطاراً حاكماً للمخيم، فإن “الشباب المسلم” يعاني من التناسل، ومعدوم الهيكل والأُطر: فهذا “الشباب” يتشكّل من مجموعاتٍ صغيرة غزيرة تتكاثر وتتولَّد منها انشقاقات لمجموعات أصغر، من متمرّدين على المنشقين من فتح وغير فتح، بالإضافة الى تعاظم قوة جند الشام”.
وأعلن المصدر، أن القرار الإسرائيلي الذي وافقت عليه السلطة الفلسطينية على أساس أنه يصب في مصلحتها بالدرجة الأولى، وصل الى فتح في لبنان وصيدا تحديدا، وتسرب الى حماس والمجموعات المقربة منها ما دفع “الإسلاميين” كما تسميهم فتح، الى اتخاذ قرار صارم وحاسم وحازم، بمنع التعدي على أي مسؤول فلسطيني في لبنان، لا من السلطة الفلسطينية ولا من الإسرائيليين ولا من عملائهم، وكان الإتفاق على أن الرد سيكون ساحقا وما يحصل في جنين لن يسري في عين الحلوة، وأن أي عملية اغتيال لقيادي في الجهاد الإسلامي أو في حركة حماس سيكون بمثابة اعتداء إسرائيلي وسيواجه حتى بـ”عمليات فدائية”.
فتح فقدت السيطرة
فتح، بحسب ما أكدت المصادر، فقدت السيطرة على الموقف، وتفاجأت من العدد الضخم لـ”الشباب المسلم”، والى اليوم تعيش “صدمة الإنقلابات” في صفوفها، فشلت في استثمار أحداث عين الحلوة لتثبيت مرجعيتها السياسية والأمنية في مخيمات لبنان، بعد أن فشلت في حسم المعركة في عين الحلوة وظهر مستوى ضعفها رغم كثرة عددها وعتيدها، كما فشلت في جر سلاح المقاومة إلى أتون المعركة الداخلية لتجريمه وتشويهه في أعين الفلسطينيين واللبنانيين على حدٍ سواء.
موقف حزب الله
وفي هذا السياق، كشفت مصادر عن أن “حزب الله مؤيد لـ”الشباب المسلم” بمعركته ضد “فتح”، وذلك لعدة أسباب، أولا موقف الحزب من فلسطين دون إسرائيل، وعدم إيمانه بحل الدولتين الذي تؤيده “فتح”، وثانيا لأن الحزب حصل على معطيات منذ أشهر قليلة بأنه ربما سيتم اغتيال شخصيات فلسطينية في لبنان، ما دفع الأمين العام لحزب الله بالتحذير غير مرة من خطورة هذا الأمر، وثالثا أن علاقة الحزب بحماس، والجهاد الإسلامي خصوصا، استثنائية وتاريخية ومستقبلية..
حضور عزام الأحمد
وفي سياق متصل ومرتبط، يتضح أن قدوم عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسؤول الساحة اللبنانية فيها، إلى لبنان في السادس من أغسطس، حمل في طياته عدة رسائل أو أهداف أهمها دفع التهمة، التي تواترت إعلامياً عن رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية ماجد فرج بالمسؤولية عن أحداث عين الحلوة وتمويلها، وبمعنى آخر تبرئة السلطة الفلسطينية في رام الله بقيادة الرئيس عباس من المسؤولية السياسية عن أحداث عين الحلوة، والتي أشعلها محمد زبيدات الملقّب بـ”الصومالي” وأحد المحسوبين على حركة فتح، بإطلاقه النار على “الشباب المسلم” في السوق.
وفتح، التي استقدمت مئات المسلحين من خارج عين الحلوة، تفاجأت بقوة من تسميهيم بـ”الإرهابيين”، وتفاجأت بعدد قتلاها ومصابيها، وصدمت من التقدم السريع للشباب المسلم، والفشل الذريع لجناحها العسكري، الذي تعرض للمساءلة والتوبيخ من رأس السلطة الفلسطينية، التي كانت تستلم تقارير عن أن فتح تسيطر بشكل شبه كلي على المخيم، فيما أن الحقيقة هي العكس، لكن بعيدا عن الإعلام.
وقف إطلاق النار تحت التهديد
تؤكد المصادر، أن فتح أوقفت إطلاق النار بناء على تهديد من مرجعيات كبرى في لبنان، ليس بالمواجهة، بل بالضغط السياسي والإقتصادي والأمني على صعيد إمكانية إصدار مذكرات توقيف بحق جميع من يشارك أو يكون معنيا بالإشتباكات، خصوصا أن خرق إطلاق النار كان غالبا من قوات “فتح” غير المنضبطة، والمصدومة من حجم خسائر حركتها.
رسالة الى غرفة نوم محمود عباس
وكخلاصة، قالت المصادر: “الرسالة وصلت الى السلطة الفلسطينية وإلى غرفة نوم محمود عباس، وليس فقط الى المسؤولين في المخيمات أو في السفارة الفلسطينية في بيروت، بأن أي تنفيذ لسياسات إسرائيلية في المخيمات سيواجه بحزم وعزم وقرار ثابت وجريئ، وسيتم تدمير أي مخطط مشابه، وما يحصل في جنين وغير جنين من استبداد للسلطة واعتقال للمقاومين لن يحصل في لبنان، ولن يمر في اي مخيم، مهما كان الثمن، وإن لم يسحب القرار، ستعود الإشتباكات، وتتوسع، بحسب المصادر.
VDL news