محليات

ضو: واجبنا الا نزج احداث سوريا بالتنافس السياسي في لبنان

قال النائب مارك ضو في بيان: “مع اكتمال الشهر الأول من مظاهرات السوريين من بني معروف واهالي محافظة السويداء في حركة شعبية سورية اساسها وحدة سوريا وشعبها وقيام دولة عادلة وحرة من أي استعمار او هيمنة خارجية. تماما كما كانت السويداء مهد الثورة السورية الكبرى بوجه الاستعمار الفرنسي والتي أدت الى وحدة الأراضي السورية. في عام 1925 كان الاستعمار يريد تقسيم سوريا بين دولة في حلب ودولة على الساحل ودولة في الجنوب ودولة في دمشق، لكن ثورة سلطان باشا الأطرش اسقطت ذلك المشروع ووحدت سوريا. واليوم بظل تفتيت سوريا بين الشمال والشرق والجنوب والساحل، ينتفض أهالي السويداء دفاعا عن وحدة سوريا كنتيجة لبطش دمشق والارتهان للخارج”. 

اضاف: “ثورة أهالي السويداء من جبل وسهل، من دروز وعشائر وكل الاطياف، هي سلمية شعبية تنادي بمطالب محقة من دولة يرونها الضمانة الوحيدة لاستقرار سوريا. لكن يبقى الاهم هو وحدة أهالي السويداء كافة ومنع أي شكل من اشكال التفرقة التي يحاول القيام بها النظام واتباعه. وأهل السويداء وبنو معروف تحديدا دائما كانوا اهل توحيد وليس اهل تقسيم او انفصال. وحدة سوريا كانت دوما شعار بطولاتهم وعنوان تضحياتهم ورمز قادتهم”. 

وتابع: “نحن في ثورة 17 تشرين في لبنان، نرى ما يشبهنا في ساحة الكرامة في السويداء، وكأنهم بيننا ونحن بينهم. ونرى ما يهددهم تماما ما هُددنا به من تخوين ومحاولة اتهام الثوار بالاجندات الخارجية والادعاء انهم اقلية لا تمثل نبض الشعب. ولسخرية ووقاحة الاحداث ان تكون ذات الجهة المتربصة بحرية أهالي السويداء هي نفسها التي كانت في لبنان، الهيمنة الإيرانية وسلاح ميليشياتها والمنظومة السياسية الحاكمة الفاسدة التي توزع الأدوار وتحتمي بالسلاح”. 

ورأى ضو أن “سوريا ارض مباحة لإيران وادواتها والمافيات والميليشيات التي تحتمي بالسلاح ولا محظور على نشاطهم من تجارة سلاح ونفط وتبييض أموال. أصبحت دمشق التي هي مهد الحضارات في المشرق، بظل الهيمنة الايرانية عاصمة الكابتغون العالمية بحماية النظام الأسدي والميليشيات الإيرانية. هذا سبب ثورة أهالي السويداء”. 

واضاف: “تلك السطوة الإيرانية، حذفت لبنان وسوريا من طريق الحرير الذي تبنيه الصين، وكذلك عن الخطوط التجارية التي أعلنت من الهند الى أوروبا، والتي كان يجب ان تمر عبر سوريا ولبنان. ولكن الهيمنة الإيرانية حالت دون ذلك، بل الأسوأ كان ذلك سببا لتطبيع إضافي مع العدو الصهيوني. يستفيد العدو الاسرائيلي كثيرا من سياسة إيران، وتدفع الثمن شعوبنا في سوريا ولبنان في الحاضر ولأجيال المستقبل إن لم ننتفض”. 

وتابع: “بنو معروف في السويداء، بحركتهم الحرة أسقطوا بشكل نهائي سياسة حلف الأقليات التي حاولت إيران ان تنشرها في لبنان وسوريا، سقطت بالضربة القاضية بانتفاضة الدروز الذين قالوا نحن سوريون ومن اجل كل سوريا ولسنا اقلية منعزلة خائفة. بل أعلنوا ان فيهم من القوة ما يكفي للقتال من اجل كل سوريا. وفي لبنان، انتفاضة 17 تشرين كذلك اثبتت تحلل حلف الأقليات بسقوط حلفاء سوريا انتخابيا في لبنان بين الدروز والمسيحيين في عام 2022. حتى العلويون في سوريا دفعوا أكبر الاثمان من دماء شبابهم من اجل مشروع إيران لحلف الأقليات، لكنه لم ينتج ثباتا او استقرارا لهم ولن يبني دولة آمنة وقادرة. فقط دولة للجميع دون تمييز طائفي وعرقي قادرة ان تكون ملاذاً لكل المواطنين، وهذا ما نسمعه في السويداء ويتردد صداه في كل سوريا، وكذلك لبنان”. 

واردف: “نداءات السوريين في كل سوريا تقوم ضد كل مسلح أجنبي على ارض سوريا إن كان تركيا، أميركيا، روسيا، إيرانيا وغيره. لكن لا يمكننا كلبنانيين إلا ان نستنكر سفك دماء السوريين على يد لبنانيين هم عناصر حزب الله وغيره من افراد متطرفين، وهو اسوأ اعتداء من لبنانيين على سوريين منذ انشاء الدولتين. إننا نعتذر من اخوتنا السوريين عن جرائم حزب الله كما سبق واعتذر منا احرار سوريا عن جرائم النظام في لبنان. ولا ننسى وجود مئات من اللبنانيين الذين ما زالوا يقبعون في زنازين الأسد بانتظار حريتهم”. 

وشدد على “أننا كبني معروف في لبنان، الواجب يطلب منا، الا نزج احداث سوريا بالتنافس السياسي في لبنان، بل تخطي كل ذلك وأن نلتئم في اجتماع عام يسخر موقفا موحّدا منا جميعا لصمود اهل السويداء، ومنع سقوطهم او الهجوم عليهم خاصة من الذين يتربصون بهم في سوريا او الميليشيات الأجنبية على أراضي سوريا. موقف موحد من بني معروف في لبنان يحمي اهل السويداء وهذا واجبنا جميعا رغم كل اختلاف او تباين بالسياسة، لأن إذا أصاب اهل السويداء مكروه فإنه يصيبنا نحن كذلك في لبنان. فهل من استعداد لنجتمع جميعا لموقف جامع؟” 

وختم: “بنو معروف في السويداء، ينتفضون من اجل الكرامة، ومن اجل وحدة سوريا، ومن اجل استعادة الدولة من الهيمنة الإيرانية والأجنبية. وهنا لا يمكنني إلا ان أتذكر مقولة الصحافي الشهيد سمير قصير: “ربيع العرب حين يزهر في بيروت إنما يعلن أوان الورد في دمشق”، لأضيف اذا اينعت الورود في السويداء فلا بد ان يكون الربيع قارب ان يحل على سوريا كلها، ولا يمكن للتاريخ إلا ان يشهد اننا في لبنان نقف لمصلحة سوريا لأن في مصلحة سوريا مصلحة لبنان”. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى