محليات

تصعيد الحزب.. يقطع الطريق على كل وساطات التسوية؟

اذا كان البعض يظن ان الاجتماعات المرتقبة في الخارج في قابل الايام، والتي سيكون محورها لبنان وأزمته السياسية، ستقلب المعادلة السلبية الرئاسية المستمرة منذ أشهر، فإن مواقف مسؤولي حزب الله في اليومين الماضيين، تقف لهؤلاء المتفائلين بالمرصاد، وتدل على ان الحزب ذاهب نحو مزيد من التشدد بعد ان رأى ان فرنسا، آخر داعمي مرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية على الساحة الدولية، تخلّت عنه وعن هذا التأييد.

فبحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة، بدا لافتا رفعُ قيادات الحزب سقفَ مواقفهم مذ غادر المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان بيروت، فانقضوا على خصومهم واتهموهم بتعطيل الانتخابات لانهم لا يريدون الحوار، وايضا بمحاولتهم انتخاب رئيس تحدّ، علما ان المعارضة تطرح اليوم الاتفاقَ على اسم لا يستفز احدا ولا تطلب مثلا انتخاب رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع رئيسا! كل ذلك في وقت سُرّب عمدا ومِن قِبل الضاحية على ما يبدو، خبر زيارة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الى بنشعي حيث أفيد ايضا انه أبلغه المضيَ قدما في دعمه.

في المواقف “المتشنجة” الاخيرة، اكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن ان “اللبنانيين ينتظرون أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، ومن يتحمل تأخير الانتخاب هو من يرفض الحوار والتفاهم، ويصرّ على تحقيق أجندة ليست في مصلحة لبنان، بل هي في مصلحة المطالب الأميركية من لبنان”… بدوره، اشار نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الى ان “اليوم الطريق الوحيد الإيجابي والمفتوح أمام انتخاب رئيس للجمهورية هو طريق الحوار وهذا ‏الطريق ليس مرتبطا بالوصول إلى نتيجة، وإن كان الأفضل أن يصل إلى نتيجة، فقط أن نجلس معا لنتحاور لأننا سنعيش في البلد معا، ألا يمكن أن نتحدث مع بعضنا؟ وهذا يفتح الطريق أمام انتخاب الرئيس. اليوم كل من يرفض الحوار مسؤول عن الخلل والتدهور وتأخير ‏انتخابات رئيس الجمهورية. قد يكون الحوار لمجرد أن نتحاور وقد لا نصل إلى تفاهم، أما ‏بالعناد والتحدي والتعطيل لن يكون لبنان لكم ونحن لا نريد لبنان لنا وحدنا بل لكل أبنائه”… اضاف “الأحجام القيادية والسياسية معروفة، ولن تؤدي مواقف المتوترين ‏وأصحاب التصريحات اليومية عالية السقف إلا الى التدهور والخراب ونحن نريد مع الشرفاء إعمار البلد وإنقاذه، يبدو ان الامور لم تنضج بعد، ولكن الوقت لن يأتي بالمعجزات، كل وقت نخسره يزيد الخسائر بلا فائدة. أتمنى ان يستيقظ ضمير هؤلاء المعاندين من أجل أن يتعاونوا مع أبناء وطنهم لانجاز هذا الاستحقاق”.

فهل تؤشر هذه المعطيات كلّها الى ان الحزب مستعد لتنازلات؟ وهل تدل على انه سيتجاوب مع المُطالبات الدولية عموما والمساعي القطرية المرتقبة خصوصا، لانتخاب رئيس وسطي لا يتحدى احدا ؟ الجواب سلبي مع الاسف، ما يعني ان الشغور مستمر بغطاء ايراني طبعا.. الا اذا كان كل ما يفعله الحزب اليوم، هو ليقول لفرنجية “فعلنا كل ما يمكن فعله، واستخدمنا كل الوسائل والأدوات، لكن ما باليد حيلة”!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى