رئاسيًا: أزعور وفرنجية خارج اللّعبة ومحاولات لطرح بدائل عن الحوار
كتبت إيفانا الخوري في “السياسة”:
لم تأتِ كلمة السرّ الرئاسية بعد وما زال المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان متمسكًا بمبادرته الفرنسية محاولًا إنهاء الفراغ الرئاسي وإيصال الرئيس الجديد إلى قصر بعبدا.
بعد جولات لودريان الأخيرة، تبيّن أنّ فرنسا لم تفقد الأمل بعد رغم صعوبة العمل في الميدان الرئاسي المحلي وعلى ما يبدو فإنّ المبعوث الفرنسي سيعود إلى بيروت مجددًا بعدما استمع أكثر من ما تحدث.
وتقول جهة معارضة إنّ لودريان كان مصغيًا لكنه أوحى للجميع بأنّ مرحلة المرشح سليمان فرنجية مقابل المرشح جهاد أزعور قد انتهت وألغى الاسمان بعضهما، مقترحًا الانتقال إلى مرحلة جديدة عنوانها البحث عن مرشح ثالث توافقي يحظى برضى كل الأطراف.
فرجيةx أزعور… الاسمان خارج اللّعبة الرئاسية
وعلى عكس ما هو متداول، لم يدخل المبعوث الرئاسي الفرنسي في لعبة الأسماء بعد لكنه أكد بشكل أو بآخر أنّ فرنسا تخلّت عن سليمان فرنجية. فيما تقول المعلومات إنّ أسهم قائد الجيش جوزيف عون صارت الأكثر ارتفاعًا مع تقلبات بورصة المفاوضات الرئاسية غير المباشرة التي يقودها لودريان.
غير أنّ قائد الجيش يواجه معضلة التيار الوطني الحرّ وحزب اللّه، لأنّ تقديم التطمينات للحزب والتنازلات للتيار سيجعل منه مرشحًا لمحور الممانعة وسيحوله إلى اسم مرفوض حكمًا لدى المعارضة والسياديين. رغم أنّ المصادر تراهن على عامل الوقت وما ستحمله معها اللّقاءات والاتصالات التشاورية التي استعادت زخمها نسبيًا.
نتائج جولة لودريان في لبنان: ثبيت ٥ نقاط*
وبالنسبة للمطلعين، فإنّ لودريان لم يرجع إلى بيروت هذه المرّة حاملًا معه مبادرة واضحة المعالم بل اتفقت جهات مختلفة اجتمعت به على أنّ:
أولًا- المبادرة الفرنسية مستمرة.
ثانيًا- قد يكون في جعبة فرنسا اسمًا ثالثًا لكنها لم تُفصح عنه.
ثالثًا- لودريان استمع أكثر من ما تحدث وكان يُسمع كلّ طرف ما يريد أن يسمعه.
رابعًا- مرحلة فرنجية انتهت
خامسًا- فكرة الحوار أكثر تعقيدًا من ما يعتقده الفرنسيون.
حوار لودريان سقط ولكن!
وفي المناسبة، فإنّ لودريان بدا أكثر اقتناعًا بأنّ فكرة الحوار بصورته المطروحة سقطت والمعارضة كلّها على موقفها الرافض لهذا الطرح. ومن هذا المنطلق، يسعى المبعوث الرئاسي الفرنسي إلى استبدال الحوار بالحديث عن طاولة موسعة أو لقاءات تشاورية متفرقة إلّا أنّ الصورة لم تكتمل عنده بعد.
وعليه، فإنّ جولة المحاولة الفرنسية الجديدة لم تنتهِ بنتائج إيجابية متقدمة تضع الملف الرئاسي على سكة الإنجاز السريع إلّا أنها أكدت ضرورة استعداد الأفرقاء لإطلاق ورشة البحث عن مرشح توافقي أو وسطي ثالث ينهي الفراغ الرئاسي في مرحلة لبنانية سياسية واقتصادية حساسة. وهو ما فتح الباب سريعًا على بورصة الأسماء الجديدة التي غزت السوق الرئاسي منذ يوم أمس، مع الإشارة إلى أنّ لا شيء يدفع للإفراط بالتفاؤل بعد سيما وأنّ الجميع على موقفه.