المخزون النفطي والغازي يعيد لبنان الى دائرة الاهتمام الدولي!؟
يوسف فارس
الحديث عن ملء الشغور الرئاسي الذي يطوي شهره العاشر وضرورة انتخاب رئيس الجمهورية لوقف مسلسل الانهيار الحاكم لبنان منذ سنوات، بات لزوم ما لا يلزم ومن دون جدوى في ظل غياب المؤشرات الداخلية كما الخارجية التي تشي بحسم هذا الملف في القريب. مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي الوزير جان ايف لودريان مشوبة بالتعثر وعرضة للتصويب حتى من قبل الدول الخماسية الراعية لها بعد التشدد الاميركي. وفي الافق الداخلي ليس ثمة امكانية لتحرير الاستحقاق من عمليات التعطيل التي اسقطت البلد ووزعته محميات سياسية وحزبية اخضعته لقرارها وفصّلته على قياس مصالحها وحساباتها.
الداخل مأسور في دائرة التدحرج السلبي ويبدو ان مكونات الانقسام السياسي حسمت خيارها بالتعايش مع دولة بلا رأس وليس ما يجمع بينها سوى ارادة الصدام والابتزاز ورفض كل سبل التلاقي على اتمام هذا الاستحقاق بحد ادنى من التوافق. اما الخارج فلم يبرح موقعه المتموضع منذ بداية الازمة حول تشخيص المرض وعلاجه والاكتفاء برعاية الحراك الفرنسي المتمثل اخيرا بما يسعى اليه الموفد لودريان من حوار. عمل بدأ الشك يترسب الى امكانية استكماله ونجاحه بعد رفض مكون المعارضة الاجابة على ما طرحه من اسئلة حول مواصفات الرئيس العتيد واولويات عمله والمحددة سابقا في بيان الخماسية في قطر.
عضو اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله يقول لـ “المركزية”: رغم غياب المؤشرات المحلية وحتى الخارجية لامكانية ملء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية عما قريب، لا يسعنا الا ان نبقى متفائلين ومتشبثين بالامل، لاننا في حال استسلمنا للواقع المأسوي المؤلم نكون بذلك تخلينا عن مسؤوليتنا ودورنا الجامع وتقريب وجهات النظر من بعضها البعض. اخر حراك لنا في هذا المجال كان الموقف الاخير لوليد بك جنبلاط الذي اعاد فيه التأكيد على الحوارمع الجميع وما بين الجميع كسبيل وحيد اوحد للخروج من هذا النفق المظلم الذي يشتد اسودادا على الناس التي تعاني ظروفا معيشية وصحية صعبة جدا.
وعن تخبط المبادرة الفرنسية وموفدها الرئاسي يضيف: نحن اصلا كنا وما زلنا مع اللجنة الخماسية وبيانها الذي حدد منذ البداية خارطة الحل لنا وهي استعادة المسعى الفرنسي على ما نعلم وكانت زيارة لودريان الثانية للبنان باسمها. المشكلة منا وفينا. ماذا ينقصنا للجلوس سويا ونتحاور حول سائر المواضيع بما فيها الضمانات والتطمينات عوض التعويل على الخارج الذي تارة يأتينا بلغة فوقية ثم تهديدية وسقوف عالية. الخارج يتطلع لمصلحته وراهنا لا مصلحة له عندنا. لذا الخوف ان نبقى في قاعة الانتظار الدولية لحين التأكد من المخزون النفطي والغازي في البلوكين المنوي استكشافهما والتنقيب فيهما وبعده لكل حادث حديث.