إجماع غربي على وضع حدّ لتدخلات إيران في لبنان
لا يزال لبنان يعيش تداعيات الدول الطامحة والطامعة للتدخل في شؤونه السياسية واستغلاله لبسط المزيد من النفوذ في الشرق الأوسط.
ويعتبر لبنان منطقة ذات أهمية استراتيجية في الشرق الأوسط، حيث تتقاطع فيه مصالح طهران التي لطالما لعبت دورًا سلبيًا في الحياة السياسية والاقتصادية في لبنان.
وبحسب مصادر دبلوماسية غربية، التي استكشفت تداخل العلاقة بين إيران ولبنان، وأبعاد تدخل إيران في الحياة السياسية في هذا البلد، بالإضافة إلى تحليل التأثيرات الإيجابية والسلبية المحتملة لهذا التدخل، وخصوصًا عن طريق حزب الله، الذي يعتبر منظمة مقربة من إيران، والتي تملك نفوذًا كبيرًا في الحكومة والبرلمان، وبفضل هذا التدخل السلبي لإيران، تمكن حزب الله من تعزيز تواجده في الساحة السياسية والأمنية والهيمنة على القرار السياسي ما جعل لبنان ينجر إلى نشاطات طهران الإقليمية التي تخدم مصالحها فقط ووضعت سيادة لبنان وقراراته المستقلة في مهب الريح.
أما على الصعيد الأمني، تعتبر المصادر في حديث عبر موقع “صوت بيروت انترناشونال”، أنّ وجود إيران في لبنان له تداعيات أمنية، حيث يعتبر حزب الله تنظيمًا مسلحًا يشمل نفوذ إيران هذا الجانب الأمني، مما يمكن أن يؤدي إلى تصاعد التوترات في المنطقة وتأثيرها على استقرار البلاد والمنطقة بشكل عام.
وأدت تدخلات إيران في لبنان إلى توترات كبيرة في المنطقة وبات لبنان مراقب من قبل الدول الغربية عن كثب وتقييم تأثيره على التوازنات الإقليمية، إذ أنه بات هناك شبه إجماع غربي على وضع حد لتدخلات إيران في لبنان التي تؤثر سلبًا على مستقبله، مشيرة إلى أنّ على الحكومة اللبنانية اتخاذ قرارات مستقلة تحقق استقرار البلاد وتعزز من تطورها السياسي والاقتصادي.
وانطلاقًا من أن العلاقة بين إيران ولبنان باتت تشكل قضية معقّدة تتجاوز الأبعاد السياسية إلى الاقتصادية والأمنية، وتعتبر الدول الغربية أنه يجب على لبنان أن يتبنى استراتيجية توازنية تسهم في الحفاظ على استقراره السياسي والأمني، وذلك من خلال العمل على تعزيز سيادته واستقلاليته في اتخاذ القرارات، وهذا لا يتحقق في ظل غياب رئيس جمهورية وحكومة فاعلة، كما أنه لا يتحقق طالما أن طهران تدير الحياة السياسية عن طريق حزب الله الذي يسيطر على قرارات لبنان السياسية.
تشارلي عازار