كتبت كريستال النوّار في موقع mtv:
من المعروف أنّ الإنسان كائنٌ اجتماعيّ بطبعه ولا يستطيع أن يعيش بمفرده من دون تواصل مع غيره، وهذا ما يؤكّده علم الاجتماع. إلا أنّ “الموضة” اليوم تدفع الأفراد إلى الانعزال لوقتٍ طويل هرباً من أيّ تفاعلٍ صادقٍ مع الآخرين، وإذا اضطرّوا لذلك، يختبئون وراء صورةٍ مُزيّفةٍ يختارونها لأنفسهم.
ونسمع كثيراً “ما بدّي زيدا عَ حدا”، “بكفّي النّاس همومها”، “ما بدّي بيّن ضعيف إذا حكيت”، “هيك بحمي حالي”، “ما حدا مهتمّ”… ممّا يجعل معظم الأشخاص يكتفون بالتّواصل السّطحي حتّى مع أصدقائهم.
هذا الهروب يظهر جليًّا على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال المنشورات والرّسائل النصيّة، وأيضاً من خلال ظاهرةٍ لوحظت أخيراً في مكتبات عدّة. ويلفت مصدرٌ في إحدى المكتبات لموقع mtv، إلى التّهافت الواضح على كتبٍ تُعنى بالصحّة النفسيّة وكيفيّة تطوير الذّات ومواجهة المصاعب والتّفكير بإيجابيّة.
ويُضيف المصدر: في بلدٍ مليء بالـ action والأزمات، يبقى الإنسان بحاجة إلى “التنفيس” في مكانٍ ما، و”نيّالو يلّي بعد ما فقد عقلاتو”، ويُتابع: “هناك زبائن جدد نراهم يوميًّا يقصدوننا من أجل كتب الصحّة النفسيّة، وهم في العادة لا تعنيهم القراءة، وهذا يدلّ على زيادة الوعي حول الصحّة العقليّة والنفسيّة”.
يُمكن أن تعود هذه الظّاهرة إلى ارتفاع كلفة العلاج النّفسي التي أصبحت مدولرة أيضاً، وهذا ما تؤكّده ماري، التي تُشير إلى أنّها كانت تزور المُعالج النّفسي أسبوعيًّا ولكن لم يعد بمقدورها دفع 50 دولاراً لكلّ جلسة وراتبها “لا يُحكى فيه”.
وتلفت إلى أنّها اختارت “إنقاذ نفسها بنفسها” من خلال اللجوء إلى قراءة بعض الكتب التي تُساعدها على فهم ذاتها وتقديرها وإيجاد وسائل وحيل صحيّة تواجه بواسطتها تفاصيل حياتها الصّعبة، لكي تتمكّن من الاستمرار. وتُتابع: “شو بدّي أعمل؟! بساعد حالي على قدّ ما بقدر”.
الصحّة النفسيّة أولويّة، انتبهوا عليها جيّداً وتجنّبوا كلّ ما يُمكن أن يُرهقها!