الكورونا مجددا.. ما صحة الإقفال العام؟
ارتبط وباء كورونا منذ بداية الجائحة بالهلع إزاء الانتشار السريع لهذا الفيروس القاتل خصوصا في لبنان حيث خاض القطاع الطبي والاستشفائي حربا بكل ما للكلمة من معنى في مواجهة كوفيد في ظلّ الظروف الاستثنائية ماليا واقتصاديا.
وقبل أيام أعلن وزير الصحة فراس الأبيض عن تزايد أعداد إصابات كورونا لكن الوضع في المستشفيات لا يزال تحت السيطرة… ما أعاد الى أذهان اللبنانيين المخاوف من موجة وبائية جديدة قد لا يقوى لبنان على مواجهتها في زمن التخبّط الشامل الذي يعيشه.
فهل من داعٍ حقيقي للهلع والعودة الى الكمامات؟ والى أي مدى المستشفيات جاهزة للمواكبة إذا ما تسارع انتشار كورونا في المقبل من الأسابيع؟
مصادر طبية استشفائية طمأنت عبر موقع “ليبانون فايلز” الى أن الطواقم التمريضية على جاهزية تامّة للتعامل مع أي متحوّر من فيروس كورونا فالأعراض متشابهة أبرزها رشح، ارتفاع الحرارة، إسهال، تعب شديد، ألم في الرأس وغيرها من الأعراض التي تختلف بين مريض وآخر بحسب الحالة الصحيّة لكل مصاب، كما ان العلاجات باتت أيضا معروفة طالما الحالات أكان في المنزل أو في المستشفى.
وكشفت المصادر عن قيام بعض المستشفيات التي سبق أن أقفلت أقسام كورونا بإعادة تجهيزها بالمعدّات الطبية اللازمة لمواكبة أي طارئ لكن ذلك لا يعني أن هناك أي أسباب أو دواع للهلع فالأمور فعلا تحت السيطرة.
وفي سياق الإجراءات التحسبية، عُلم أن إدارات المستشفيات لا سيما الكبرى منها أوعزت الى الأطباء والممرضين وجميع الموظفين الذين هم على احتكاك مباشر مع المرضى والزوار، بوجوب الالتزام بوضع الكمامات لتفادي انتشار العدوى لا أكثر.
أما بالنسبة الى المواطنين في حياتهم اليومية، فأكدت المصادر الطبية ألا لزوم لوضع الكمامات إطلاقا لأن الفيروس وإن كانت لديه متحوّرات جديدة فهو تلاشى مع مرور الزمن، ويمكن لمن يرغب من الملقحين سابقا تعزيز مناعته عبر تلقّي جرعات إضافية لأن مفعول اللقاحات يزول بعد ستة الى ثمانية أشهر.
وعلى اعتبار ان كورونا ترافقت مع إقفال عام وإقفال جزئي مرات عدة، تردّد أن البلاد قد تشهد إغلاقا في غضون شهر من الآن أي مع انتهاء موسم الصيف والسياحة، وهو ما نفاه مصدر مطّلع لموقعنا موضحا انه من المبكر جدا الحديث عن أي إقفال حالياً وما من أسباب تستدعي أي نوع من الإغلاق حتى هذه اللحظة.
كذلك الأمر بالنسبة الى المدارس التي تركّز كامل جهودها لانطلاق العام الدراسي بشكل طبيعي هذه السنة بعد تخطّي التحديات التي واجهتها الكوادر التعليمية على مدى الأعوام الماضية.