محليات

لبنان وصحافته ينعيان طلال سلمان: صوت الذين لا صوت لهم

فور شيوع خبر رحيله، نشر حساب الراحل طلال سلمان عبر منصة “X”، الآتي:

“إلى اللقاء. ما أسرع السنين، ما أبطأ الأيام، ما أطول النهارات، ما أقصر الليالي. ما أقسى العيش، ما أمتع الحياة، ما أعظم الحرية، ما أحط القمع والعسف والاستكانة والاستسلام.
ما أمر الاحتلال، ما أشرف المقاومة. ما أتفه الـ “نعم” ما أكرم الـ “لا” مجلجلة وجليلة في وجه الظالم والمهيمن والطاغية والمحتكر والمغتصب والمستغل والطائفي والدخيل.
ما أروع أن تكون أنت الكل، وجهك هو الوجه، صوتك هو الصوت والصدى، خطك هو الخط والرسالة، ورايتك هي الراية من استظل بها وُلد فخلد ومن أضاعها ضاع في سديم حدوده النسيان والعار ولعنة الأجيال. ما أجلّ أن تكون السيف وزند الصلابة، واليد غير راعشة وغير راجفة، وغير مرتبكة، والعين ثاقبة البصر والطعنة المقدسة لا تخطئ هدفها ولا ترتد عنه وفيه رمق فهو العدو العدو. طلال سلمان… إلى اللقاء يا كلّنا”.

نعى اللواء عباس إبراهيم في بيان، ناشر جريدة “السفير” طلال سلمان وقال: “ببالغ الأسى تلقّينا نبأ وفاة الصحافي الكبير والقدير ناشر جريدة السفير الغرّاء، الأستاذ طلال سلمان، بعد أعوام قليلة من تلقّينا خبر احتجاب جريدة السفير عن الصدور.
لقد كان الراحل عن حق “سفير” لبنان الى العالم. لم يترك جهداً خلال مسيرته  في الثقافة والسياسة في سبيل خير المجتمع والوطن. حمل من دون كلل قضايا الأمة من محيطها إلى خليجها. 
لقد كان مجبولاً بحبرٍ هو أقرب إلى الأحمر القاني منه إلى سواد يحيق بنا من الاتجاهات كلها.
كان طلال سلمان قلماً وبوصلةً لتحرير الأرض والإنسان. 
وداعاً أستاذ طلال، إلى جنان الخلد، وإلى حيث يمضي الأحرار والصادقون، أهل الأرض والحبر والفكر والكلام والوطن”.

اللواء ابراهيم: وفي السياق، نعى اللواء عباس إبراهيم في بيان، سلمان وقال: “ببالغ الأسى تلقّينا نبأ وفاة الصحافي الكبير والقدير ناشر جريدة السفير الغرّاء، الأستاذ طلال سلمان، بعد أعوام قليلة من تلقّينا خبر احتجاب جريدة السفير عن الصدور.
لقد كان الراحل عن حق “سفير” لبنان الى العالم. لم يترك جهداً خلال مسيرته  في الثقافة والسياسة في سبيل خير المجتمع والوطن. حمل من دون كلل قضايا الأمة من محيطها إلى خليجها. 
لقد كان مجبولاً بحبرٍ هو أقرب إلى الأحمر القاني منه إلى سواد يحيق بنا من الاتجاهات كلها.
كان طلال سلمان قلماً وبوصلةً لتحرير الأرض والإنسان. 
وداعاً أستاذ طلال، إلى جنان الخلد، وإلى حيث يمضي الأحرار والصادقون، أهل الأرض والحبر والفكر والكلام والوطن”.

نقيب المحررين: كما نعى نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي،الراححل الكبير  باسم مجلس النقابة وباسمه الشخصي، وقال في بيان: “غاب صوت الذي لا صوت لهم، صاحب القلم الماضي والحضور الطاغي في دنيا الصحافة والاعلام الذي شق طريقه إلى التألق بالحبر الذي اختلط بالحبر والدم، وبعصامية تتجاوز المغامرة التي خاض غمارها بإمكانات متواضعة، ولكن بإيمان كبير وتصميم عنيد على أن يفرد لنفسه مكانة متقدمة، لا في الصحافة اللبنانية، بل في صحافة العرب، فكانت سفيره جواز مرور النخبة المتقدمة إلى الرأي العام، ونبض الرأي العام الذي يقتحم القصور والسرايات ويقض مضاجع الحكام”.

أضاف: “لقد نجح طلال سلمان في إنشاء مدرسة صحافية تميزت بالريادة وحشدت في مبناها ومكاتبها الأقلام المبدعة وأصحاب الاختصاص وجمهرة من المندوبين والمراسلين الذين تميزوا بالخبرة والاحتراف والقدرة على اختراق الأسوار المستغلقة وتقديم المعلومات الدقيقة، حتى باتت جريدته من المراجع التي يركن إليها لدى البحث عن الخبر الدقيق”.

وتابع: “من مدرسته تخرج عشرات الزميلات والزملاء الذين شدته إليهم علاقات وثيقة تتجاوز ثنائية العلاقة بين رب العامل والعامل، فحدب عليهم وحرص على توفير كل أسباب الحياة اللائقة بهم. وعندما حملته الظروف على إغلاق “السفير”، لم يقدم إلا بعد أن سدد للعاملين في مؤسسته تعويضاتهم حتى آخر بارة. كان أليما قراره، بل مفجعا، لكنه كان صادقا مع نفسه ورافضا السير في كل ما يناقض التزاماته”.

وأردف: “طلال سلمان قامة صحافية وإعلامية عملاقة بلغت من النجاح خير مكان، لكن نشوة الغرور لم تستبد به، فظل على تواضعه كالسنبلة المليئة، مشرعا باب مكتبه ومنزله أمام الأصدقاء والزميلات والزملاء، وهو الذي كان لديه متسع من الوقت للتجوال في ملكوت الكلمة الحلوة، والوتر الحاني. ذواقة شعر وموسيقى كان، ومحب للحياة. أحبه اصدقاؤه والعاملون معه واحترمه الملوك والأمراء والرؤساء، ولو باعدت بينه وبينهم آلاراء. شجاعته وصلابة مواقفه عرضته لمحاولة اغتيال ظلت آثارها بادية عليه”.

وختم: “اشتدت وطأة المرض عليه وانشب الداء مخالبه فيه بعد إغلاق ثمرة عمره “السفير” وبقي يقاوم بما استبقت لديه الحياة من قوة، ولم يسقط اليراع من يده، إلا بعد أن فقد القدرة على حمله. فباسم مجلس نقابة المحررين وباسمي الشخصي، كل التعازي لعائلة طلال سلمان الكبير الذي غادرنا ولكل الزميلات والزملاء الذي عملوا في “السفير” وظلوا على عهد الوفاء لها، وليقر عينا في شمسطار، في التربة التي أحب، وعشق ربوعها، وأنس إلى اهلها، وليكن مثواه في صحبة الأبرار الصالحين من عباد الله”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى