عبد المسيح: فليرتب لودريان حوارا نيابيا ويحض على دورات مفتوحة
جاء في “المركزية”:
من انتظار الى آخر يبقى لبنان يدور في حلقة مفرغة عنوانها الرئيسي عجز سياسي ونيابي عن انتخاب رئيس للجمهورية وملء الشغور في هذا الملف الذي لامس الشهر العاشر على التوالي. ومن جولة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الاولى الى زيارته الثانية للبنان ولقاءاته السياسية والنيابية لم يتغير الكثير. لكن باريس كما يتبين رفعت من سقف ضغوطها عبر تسريبات دبلوماسية لفتت من خلالها الى ان المشاورات التي ستحصل في ايلول حول مواصفات الرئيس العتيد للبلاد ومهامه هي الفرصة الاخيرة من اجل انتخاب رئيس للجمهورية. وذا لم تنجح جلسة المشاورات هذه ستسحب الدول الخمس يدها من الملف اللبناني ومن سيعرقل الانتخابات سيتم فرض عقوبات عليه. وفي السياق كشفت وزارة الخارجية الفرنسية ان لودريان شدد خلال زيارته الثانية لبيروت لجميع محاوريه على ضرورة الخروج من المأزق السياسي والمؤسساتي الحالي الذي يفرضه تمديد فترة الشغور الرئاسي الذي يشكل مخاطر كبيرة على لبنان ودولته واستقراره. وعلى جميع الفاعلين المشاركين في عملية انتخاب رئيس الجمهورية تلبية دعوتهم في ايلول الى اجتماع في لبنان يهدف الى التوصل الى توافق حول القضايا والمشاريع ذات الاولوية التي سيتعين على رئيس الجمهورية المقبل القيام بها وبالتالي الصفات اللازمة لمواجهتها والتي كانت محور الاسئلة التي وجهها لودريان الى النواب للاجابة خطيا عليها. علما ان الهدف من هذا الاجتماع هو خلق مناخ من الثقة والسماح للبرلمان بالالتقاء بخطى حثيثة مع الظروف المؤاتية لاجراء اقتراع مفتوح للخروج بسرعة من هذه الازمة.
عضو كتلة تجدد النائب اديب عبد المسيح يأسف عبر “المركزية” لحال الانتظار الحاكمة والمتحكمة بمسار الاوضاع في لبنان خصوصا بالاستحقاق الرئاسي الذي نربط اتمامه بالمحطات الاقليمية والدولية معتقدين ان العالم سيبادر الى حل ازمتنا “كرمال سواد عيوننا” في حين كل دولة وسط هذه الازمة العالمية تفتش عن مصالحها. لذا ان مشكلتنا ليست في لودريان او عنده، مشكلتنا “منا وفينا” لاننا غير قادرين على الحديث مع بعضنا البعض . هناك مساومات تجري بين فريق واخر وتحت الطاولة. هذه الحلول الترقيعية لم تعد تنفع مع ازمتنا المستفحلة التي تستوجب تعديلا في الصيغة المعتمدة او على الاقل تطبيق الطائف لجهة مأسسة الدولة وسلطاتها واعتماد اللامركزية وحصر السلاح بالمؤسسة العسكرية.
وعن رأيه في لامركزية التيار الوطني الحر وحزب الله الجاري التفاوض في شأنها يوضح “اذا كان ثمة جدية وصدقية يجب ان تكون موضع حوار وطني يشمل البحث في كافة المشكلات التي تعتري انتظام الحياة السياسية في البلاد وخصوصا قضية السلاح”.
وردا على سؤال قال ان اللجنة الخماسية حددت في بيانها الاخير خارطة طريق للنهوض بلبنان بما فيها مواصفات رئيس الجمهورية. لذا لم يكن لزاما على لودريان توجيه الاسئلة الاجدى به حضور الجلسة المقبلة لانتخاب الرئيس وحض الجميع على حضور دورات مفتوحة مرتكزة الى حوار نيابي لا ينتهي الا بانتخاب الرئيس العتيد .